مقالات

دينا شرف الدين تكتب: مكارم الأخلاق.. “القناعة و الرضا” 4

دينا شرف الدين تكتب: مكارم الأخلاق.. “القناعة و الرضا” 4

دينا شرف الدين تكتب: مكارم الأخلاق.. "القناعة و الرضا" 4
دينا شرف الدين

عند ذكر كلمة أخلاق، لابد وأن نتذكر كتاب “فجر الضمير” للكاتب “جيمس هنري بريستيد”، والذي يثبت أن فجر ضمير الإنسان بدأ من مصر.

والضمير يعني محاسبة النفس على كل خطأ، وهذا هو أساس الأخلاق التي تجلت بكل مكارمها وفضائلها لدى المصري القديم، وخير دليل على ذلك:

وصايا الحكيم (آمينوبي) لابنه فيما يخص فضيلتي القناعة والرضا:

(لا تزحزحن الحد الفاصل الذي يفصل بين الحقول، ولا تكن جشعا من أجل ذراع من الأرض، ولا تتعدين على حد أرملة، وارقب أنت من يفعل ذلك فوق الأرض، فبيته عدو البلد، وأملاكه تؤخذ من أيدي أطفاله، ومتاعه يعطيه غيره، لا تطأن حرث الغير، وخير لك أن تبقى بعيدا عنه، أحرث الحقول حتى تجد حاجتك، وتتسلم خبزك من جرتك الخاصة بك، وإن المكيال الذي يعطيكه الله خير لك من خمسة آلاف تكسبها بالبغي، والفقر مع القناعة والرضا عند الله خير من الثروة “المعطوبة بالعدوان” القابعة في الخزائن، وأرغفة لديك مع قلب فرح خير لك من الثروة مع التعاسة)

فالقيمتان الأخلاقيتان اللتان نتناولهما اليوم ضمن سلسلة مكارم الأخلاق مرتبطتان ببعضيهما ارتباطا وثيقا، كما أنهما غاية في الأهمية، إن كنا حقاً نسعى لمجتمع فاضل متناغم متكافل، لا تلوثه الأطماع والأحقاد التي هي منبع الشر والصراع، ونواة الغل والكراهة بين أبناء الوطن والعرق الواحد.

فالقناعة:

هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وعدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، و هي علامة على صدق الإيمان.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم].

و الإنسان القنوع يرى نفسه دائماً راضياً لا يلهث وراء الأطماع الكثيرة التي تملأ الدنيا، كما أنها تعلمه أن يكون قوياً وراضٍ بما قسمه الله له من رزق ووظيفة وأبناء وزوجة وبيت وغير ذلك.

كما أنها أيضاً تجنب الإنسان الوقوع في فخ الغيرة والحسد، وتجعله متصالحا مع نفسه، كما هي دون أن يشعر بالسخط أو الألم أو الحزن على الأشياء الضائعة، فلذلك يقولون دائماً:

 “كن قنوعاً تكن أغنى الناس”.

-ومن أروع ما قيل في القناعة :

“الاتكال على حمارك خير من الاتكال على حصان جارك” مثل فرنسي

“في العالم كثيرون من يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة” لارسون دوج.

“رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها متمسكا 

فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك

فصرت غنيا بلا درهم أمر على الناس شبه الملك” الشافعي

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى