مقالات

حمدي رزق يكتب: يحدث فى المحلة الكبرى

حمدي رزق يكتب: يحدث فى المحلة الكبرى

حمدي رزق يكتب: يحدث فى المحلة الكبرى
حمدي رزق

«تفاءلوا بالخير تجدوه».. عنوان صباحى مفعم بالتفاؤل.. مصر تعيد إحياء صناعة الغزل والنسيج من جديد.

إزاء مشروع تطوير «شركة مصر للقطن والغزل والنسيج بالمحلة الكبرى»، المشروع الطموح يتضمن إنشاء (٥) مصانع جديدة، وإعادة تأهيل (٣) مصانع أخرى، بهدف زيادة حجم الإنتاج سنويًا من (٣٥ ألف طن إلى ١٨٨ ألف طن) من الغزل، و(١٨٩ مليون متر من النسيج بدلًا من ٥٠ مليون متر)، و(١٥ ألف طن من الوبريات مقارنة بألف طن حاليًا).

إحياء قلعة الغزل والنسيج من أولويات مرحلة التصنيع. تأخرنا طويلًا.. أن تأتى متأخرًا خيرٌ من أن لا تأتى أبدا. الإرادة الوطنية إذا حضرت ستنهض المحلة من عثرتها وتعود كقاطرة ضخمة تشد قطار الاقتصاد الوطنى.

مشروع إحياء المحلة الكبرى سيواجَه كالعادة بحكى الثعالب، ٥١ مليار ليه ومنين وإحنا فى أزمة، وإذ فجأة يندلع حديث الأولويات، ولماذا المحلة؟، وهل هناك ميزة تنافسية؟، والصين وبلاد تركب الأفيال سبقت وسيطرت.

وإذا أهملت المحلة وظلت على حالها «خراب»، كيف ولماذا، لماذا نهمل المحلة، صرح من صروح الصناعة المصرية، وتُتهم الحكومة بالإهمال والتفريط وبناء الكبارى وشق الأنفاق!.. خلاصته: «لا كده عاجب ولا كده عاجب»!.

اقتصاديًّا، لدينا ميزة تنافسية فى الغزل والنسيج وصناعة الملابس، وعلامة «صنع فى مصر» براند على أرفف كبرى المحال فى كبرى العواصم، والقطن المصرى مطلوب حول العالم، فضلًا عن سوق رحيبة، قوامها (١٠٠ مليون مصرى) كافية جدًّا لاستيعاب منتجات المحلة، الناس تبحث عن منتجات المحلة فى كل مكان، لو كفينا الحاجة إلى استيراد الملابس والمنتجات القطنية لكان خيرا للوطن.

تخصيص (٥١ مليار جنيه) لإحياء قلعة المحلة الكبرى الصناعية تترجم فرص عمل هائلة، وهذا هو المراد، البطالة تجثم على أنفاسنا، وتوفير فرصة عمل مكلفة، وصناعة الغزل والنسيج والمشغولات كثيفة العمالة تستوعب القوى العاملة فى محافظات وسط الدلتا.

ما يترجم فتح بيوت، وتوليد فرص عمل تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، والقطاع الخاص فى شراكته مع قطاع الأعمال يحمل هذا العبء، والمحلة بعد تأسيس بنيتها الصناعية (بعد عقود من الإهمال) ستمهد الطريق سالكة لصناعة مصرية طموح وواعدة، «بلاش تكسير المجاديف»!.

زيارة رئيس الوزراء المهندس «مصطفى مدبولى» للمحلة ستكون فاتحة خير، هناك دون إعلام كاف عمل وطنى ضخم وبامتياز، ماكينات وآلات واستثمارات وطنية، وبرامج تدريب وتأهيل، خلية نحل تشغى بها دروب القلعة العظيمة، حالة وطنية بامتياز، من حق أهل المحلة المكافحين مثل هذا الصرح العملاق.

ثعالب الكرم الماكرة فى حيرة من أمرها، كانت تحلم بقرار تصفية المحلة الكبرى لتنعق فى خرابها نعيق البوم على شجر تويتر، كما النادبات المستأجرات، عويل ونحيب وشق جيوب، وتمشى فى جنازة الصناعة الوطنية، وتِتصعّب: لا حول الله.

وتحسبن: حسبى الله، ولكنها أبدا لن تغرد إذا ما نهضت المحلة الكبرى من كبوتها وعادت للإنتاج والتصدير، أفضل استثمار فى التصنيع، بحثًا عن القيمة المضافة.. هكذا يقول درس الاقتصاد. دعونا نُغنِ مع المحبين: «نورت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل».

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى