نهي الشرع عن حزن المرأة.. بقلم: د. ياسر أحمد العز
لماذا لم يرض الله الحزن للنساء!.. سؤال يدور في خلد وذهن كثير من الناس وربما الرجال أكثر ومع ذلك ترى كثير من الناس مازالوا يتصورون أن الإسلام حط من قدر المرأة وهو الدين الذي أعزها وأكرمها وعني بشأنها يقول تعالى عن موسى وأمه: «فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».. انظر هنا لقوله: (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) كأنه ليس فقط وعدًا إلهيًا، وإنما مودة ومحبة إلهية لأم تخشى على وليدها.. ويقول أيضًا في سورة الأحزاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ».. إنه جمال ما بعده جمال أن ترى الله بذاته العليا يؤكد على إقرار عينها ثم يؤكد حتى لا تحزن.. إنه الرحمن الرحيم لاشك.
ومن الآيات أيضًا التي تؤكد رحمات الله عز وجل بالمرأة، قوله تعالى: «فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا».. إذ المقصود هنا هي السيدة مريم، وترى الله رحيمًا بها إلى أبعد درجات الرحمة، وقوله أيضًا سبحانه وتعالى: «وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي»، تكرار للمطالبة بعدم حزنها، ما يفيد مدى رحمته ورأفته سبحانه بها..
لو ركزنا في هذه الآيات الكريمات لوجدنا أنها تؤكد على أهمية وضرورة ألا تحزن المرأة وما ذلك إلا لأن حزنها عميق، ومشاعرها رقيقة والحزن يفقدها جمالها ويزيدها ضعفاً فكأنه سبحانه وتعالى يقول لهما (أم نبي الله موسى عليه السلام ومريم ابنة عمران عليها السلام) ولكل امرأة إياكي والحزن فالله أقرب لكِ مما تتصورين فالرجل يستطيع بقوة بنيانه وسيكولوجيا خلقته أن يخرج من أي حزن ويواجه مصيره بقوة بينما المرأة.. معها الله عز وجل دائمًا يعينها ويقضي لها حوائجها لأنها إنسانة ضعيفة تحتاج دائما لمن يجبر بخاطرها ويرحم ضعفها ولهذا أمر المولى ألا تحزن المرأة لسبب رقتها وضعفها وعدم كسر قلبها الذي لا يتحمل فهو كالبلور والزجاج و هذا الحزن إذا تعمق كسرها وهش أعماقها وثمة شئ آخر فقد ثبت علمياً أن الحزن يؤثر على الغدد المفرزة للهرمونات الأنثوية فكم من حزينة لم تنجب وكم من حزينة تساقط شعرها وكم من حزينة شحب لونها لذا لا تجرح أمك بكلمة ولا تقس على أختك بل ابتسم لها ولا تحزن زوجتك ولا تسئ لعمتك أو خالتك أو جدتك ..لا تكسر قلوبهن فوالله لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم كما بين صلى الله عليه وسلم حتى أنه عليه الصلاة والسلام لما دخل عليه أبي بكر ووجد ابنته عائشة ترفع صوتها في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نهرها فما كان من زوجها وحبيبها محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن يحميها من أبيها.. وما ذلك إلا لأنه يعلم مدى رقتهن، وأن دور الرجل دومًا يجب أن يكون حماية المرأة لا تخويفها كما يحدث من كثير من الرجال الآن للأسف الشديد