حمدي رزق يكتب: الإجابة: حسام حسن!
لا بنجم ولا بِضَرْب وَدَع، فقط تساءلت لوجه الله تعالى في مقال (السبت الماضى): هل تاريخ كابتن حسام حسن كرويا، وحميته، ورغبته، وحماسته، كافية ليتولى الإدارة الفنية لمنتخب الفراعنة؟.. سؤال مشجع حزين على خروج المنتخب المهين من دور الـ 16 في كأس الأمم الإفريقية.
وصادف المقال رفضا بقدر القبول، قبول مؤسس على أسباب، ورفضا مؤسسا على أسباب، فتنحيت جانبا كمشجع تاركا الأمر لأهل الاختصاص الكروى (الكورتجية). مخلصًا تساءلت: هل من الصواب إعطاء كابتن حسام فرصة تمناها، وهل حسام يستحق هذه الفرصة؟.. وشخّصت مشكلة حسام بأنه عصىّ على التطويع، ولا يقيم وزنًا للاستديوهات التحليلية، ويرى في نفسه وقدراته ما لا يراه بعضهم، وكثير يتخوفون من عصبيته (وتوأمه إبراهيم) والتى تكلفهما الكثير محليا، فما بالك دوليا، وصورة المنتخب من عنوانه، أقصد جهازه الفنى.
صحيح، ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وصحيح أكثر، فأقصد إلى قمم الأشياء تدركها، وتحققت أمنية كابتن حسام، وتولى الإدارة الفنية لمنتخب مصر الوطنى، وجرت الرياح في شراعه، وصادف رغبة شعبية عارمة بتوليه المسؤولية الجسيمة.. إذن، قُضى الأمر، كابتن حسام في مهمة وطنية، وعليه أن يكون على قدر المسؤولية، لا تنقصه العزيمة والحمية الوطنية، وكما قال شاعر العربية الكبير «المتنبى»: «على قدر أهل العزم تأتى العزائم/ وتعظم في عين الصغير صغارها/ وتصغر في عين العظيم العظائم».
يقينى، كابتن حسام يدرك حجم المسؤولية التي طلبها، وسيرسم نفسه جيدًا مديرًا فنيًا للمنتخب بين كبار إفريقيا، وهدفه الوصول إلى نهائيات كأس العالم.. ولو فعلها سيكتب اسمه بحروف من نور.. وصل كأس العالم لاعبا ومدربا، وهذا من النوادر كرويا. المهمة بدأت أمس، منذ حلم كابتن حسام بهذا الموقع الفريد، وليعلم أن من يتمنون فشله أضعاف من يتمنون نجاحه، وسيضعون العراقيل في طريقه، وكل إخفاق سيكلفه كثيرا.. حسام إما يصنعون له تمثالا، أو يذبحونه على هواء الأستوديوهات التحليلية. الميّه تكدب الغطاس، والملعب يحكم، والعبرة بالنتائج، كابتن حسام سنحت له الفرصة أخيرًا وبعد طول انتظار، صحيح طولة العمر تبلغ الأمل، وينصحون المرء بأن ينتظر حلول المساء ليعرف كمْ كان نهاره عظيمًا. نجاح كابتن حسام مرهون بتهيئة المناخ لنجاحه.. أعرف أنه فولاذىّ العزيمة، من قبيلة الحفر في الصخر.. وعادةً النجاح يصادف المجيدين، وجمهور الكرة عارف وفاهم، إذا استشعر الإخلاص والروح القتالية في الملعب سيهبّ لنصرته، وإن خذلته الاستديوهات التحليلية.. المفاضلة بين الأجنبى والوطنى، وبالنتائج تصب في صالح المدرب الوطنى، والتجارب في الدول الشقيقة والصديقة تشى بتفضيل الوطنى على الأجنبى.. تقريبا كل البطولات المتحققة على المستويين القارى والدولى تحت إدارة وطنية، بلماضى الجزائرى، والركراكى المغربى، وأليو سيسيه السنغالى، وووو… فضلا، لا وجه للمقارنة بين راتب حسام وجهازه الفنى (بالجنيه) براتب فيتوريا وجهازه (بالدولار)، أقله توفيرا للنفقات الباهظة بالعملة الصعبة.. والنتائج ببعض التوفيق وبحضور كابتن «محمد صلاح» ستكون أفضل كثيرا. اختيار كابتن حسام، وإن شاء الله نجاحه، يعيد الثقة في المدرب الوطنى، بين ظهرانينا مدربون أكفاء، ومفعمون بالحمية الوطنية، وقادرون على استنفار الروح الانتصارية في نفوس اللاعبين، محليين ومحترفين.. وحسام (قلب شجاع) نابض بالوطنية.