تفسير الأحاديث النبوية وفائدتها لحياتنا اليومية
شرح الحديث .. و تفسير الكلام الذي يُضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبيان المقصود منه فقهاً وأحكاماً، وبيان معانيه حسب القواعد والأصول العربيّة والشرعيّة، والبحث في مسائل الإسناد ومسائله واليوم نفسر معا الحديث التالي تابعونا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
تفسير الحديث :
قوله: (إياكم والحسد) ما معنى الحسد؟ قال الجمهور: “إن الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود” وهذا هو التعريف المشهور، وقال أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- قال: “الحسد هو كراهة نعمة الله –تعالى- على غيره”، وبعض العلماء يذكر تعريف ابن تيمية -رحمه الله- يعني تعريفا آخر وبعضهم يرجحه، والواقع أن تعريف ابن تيمية ليس بينه وبين تعريف الجمهور فرق والخلاف لفظي لماذا؟
لأن من كره نعمة الله على غيره فقد تمنى زوالها، إنما فقط اختلاف في العبارة، هل هناك إنسان يكره نعمة الله على غيره ولا يتمنى زوالها؟ كراهيته تدل على أنه يتمنى زوالها، ولهذا قال ابن تيمية -رحمه الله- نفسه قال “إن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها” لما ذكر تعريف الحسد قال “إن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها”
فالذي يظهر والله أعلم أنه ليس هناك خلاف بين تعريف الجمهور وتعريف ابن تيمية وإنما مجرد اختلاف عبارة، وإن من لازم كراهة نعمة الله على الغير تمني زوالها،
وما يذكر بعض المعاصرين أن هناك خلافا في التعريف وأن ابن تيمية -رحمه الله- ذكر تعريفا آخر هذا غير صحيح عند التحقيق، بل هما بمعنى واحد إذا هذه هي حقيقة الحسد وهذا هو تعريف الحسد.