القابض – الباسط .. أسم من أسماء الله الحسنى ومعناه
أسماء الله الحسنى ومعناها والمقصود منها نوضحه لكم ..
اليوم نوضح لكم معنى اسم الله ” القابض – الباسط “
الحقيقة أن إخوةً كثيرين جداً ممن تابوا إلى الله توبةً نصوحاً وممن اصطلحوا مع الله، دائماً يسألون هذا السؤال، فيقولون أحياناً نشعر بالسعادة والغبطة والسرور والانشراح بحيث نرى أنفسنا في الجنة وتأتي علينا ساعة أخرى فنشعر بالانقباض والضيق بحيث نتمنى الموت فما تفسير هاتين الحالتين ؟ الحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال المتكرر الذي يعانيه كل مؤمن في هذا الدرس.
فمن أسماء الله تعالى أنه القَابض والباَسط و أول ملاحظة لا يجوز أن تقول إن الله قابض فقط، لأنك إذا قلت قاَبض فمعنى ذلك أنك تصفه بالمنع والبخل و لكن إذا قلت إنه قابض باسط، فمعنى ذلك أنك وصفته بالقدرة والحكمة، وإذا جمعت بين الاسمين فقد وصفت الله سبحانه وتعالى بالقدرة
والحكمة، لأن الله عز وجل يقول:
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)﴾
“سورة البقرة”
وهكذا إذا أردت أن تعلل، يقبض ليبسط و يضر لينفع و يمنع ليعطي ويذل ليعز، فأنت سائر في طريق الصواب.
و الشيء الثاني معنى القبض باللغة هو الأخذ ؛ والبسط هو التوسيع والنشر، وهذان الشيئان وهذان الأمران يعمَّان جميع الأشياء، فكل أمرٍ ضيقه الله عز وجل فقد قبضه، وكل أمر وسعه فقد بسطه، وإلى بعض أبواب القبض والبسط. اليمن: الرزق، قال الله تعالى:
﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)﴾
“سورة العنكبوت”
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37)﴾
“سورة الروم”
فلا تقل فلان ذكي وثان عنده خبرات في التجارة رائعة جداً وثالث خطط ورابع مقتدر وآخر صاحٍ، فالله عز وجل يقبض ويبسط و يرزق ويسلب ويعطي ويمنع، فإذا أراد أن يرزقك ألهمك الوسائل والأساليب والموضوعات والمواقف والتحركات المناسبة للربح، وإذا أراد أن يقبض وكنت غنياً فقد سرت في طريق الإفلاس وأنت لا تدري، وإذا أراد أن لا يرزقك لحكمة أرادها سد في وجهك كل الأبواب، إذ تكون ذكياً جداً ففي هذا العمل تسلم المحل وفي هذا العمل تفك الشراكة..
فإذا قال الله عز وجل:
﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) ﴾
أو قال الله عزَّ وجل:(سورة الشورى)
هذا المعنى الأول متعلق بالرزق، والمعنى الثاني متعلق بالسحاب قال الله تعالى:
﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)﴾
“سورة الروم”
هذا السحاب ينتشر في السماء كما يشاء الله عز وجل، وقد يقبضه عن قوم ويبسطه لقوم، مطرة واحدة في منطقة ثمانون مم في ليلة واحدة ومنطقة مم واحد، معنى هذا قبض عن هؤلاء وبسط لأولئك.
والمعنى الثالث، يقبض ويبسط في الأنوار والظلال، قال تعالى فيما يتحدث عن الليل والنهار:
﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً (46)﴾
“سورة الفرقان”
أين النهار إذا جاء الليل، وأين الإشراق والوضوح، وأين الليل إذا جاء النهار: تكون في وحشة وفي خوف وفي قلق، فتشرق الشمس فتحس بالراحة، وبالأُنس والطمأنينة، إذاً يقبض ويبسط، يقبض النور ويبسطه.
والمعنى الرابع أن الله عز وجل يقبض الأرواح، فإذا قبض روحه أماته، وإذا بسطها أي أحياه، فالأرزاق والسحب والظلال والأنوار والأرواح يقبضها ويبسطها، و المعنى الخامس الأرض أيضاً يقبضها الله عز وجل قال الله تعالى:
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)﴾
“سورة الزمر”
فبسط الأرض: أنه جعل الدنيا صالحة لحياتنا، وقبضها: أي ينهي عملها ووظيفتها.
والمعنى السادس أن الله سبحانه وتعالى يأخذ الصدقات أي يقبضها لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ وَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ فَتَرْبُو فِي يَدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ فِي كَفِّ اللَّهِ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ فَتَصَدَّقُوا ))