حديث القرآن عن بغاة الفتنة والمفسدين في الأرض
بقلم الشيخ: عبد العزيز زيدان
ان العقلاء من الناس من صفاتهم أنهم يحرصون أن يكونوا من الذين يصلحون ولايفسدون ويعمرون ولا يخربون ويبنون ولا يهدمون ويجمعون ولا يفرقون ويتعاونون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان
العنصر الأول تعريف الفساد
كل عمل ضد الإصلاح والله لايحب الفساد قال الإمام الطبري يعني بذالك جل شأنه والله لايحب المعاصي وقطع السبيل. احاله الطريق وقال العباس بن الفضل الفساد هو الخراب والآية بعمومها تعم كل فساد كان في أرض اومال أو دين
العنصر الثاني الفساد في القرآن الكريم
إن الذي يقرأ القرآن بتدبر وخشوع يراه قد تحدث عن الفساد في مواضع كثيرة
1- تارة يبين لنا أن الله قد دعا الأمة المحمدية إلى عدم الإفساد فى الأرض فيقول”ولا أفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها”
2- وتارة يبين لنا أن الهدف من بعثة الأنبياء هو الدعوة لتحقيق مصالح العباد. ودفع المفاسد عنهم فهذا سيدنا شعيب يقول لقومه “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ” وهذا سيدنا موسى يوصى أخاه هارون بقوله”اخلفني في قومي. وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين”.
3- وتارة يبين لنا الفارق العظيم بين أهل الصلاح. وأهل الإفساد فيقول” أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض. أم نجعل المتقين كالفجار”
4- وتارة يبين لنا أن الله تعالى يبغض أهل إلافساد فقال تعالى”. والله لا يحب الفساد”..
العنصر الثالث: من صفات المفسدين
1- عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وعدم وصلها قال تعالى فى سورة محمد” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الارض. وتقطعوا ارحامكم “
2- التكبر والتعالي على الناس. والإفراط في الفرح والبطر قال تعالى فى سورة القصص عن قارون “إذ قال له قومه لا تفرح أن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة. ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك. ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”.
3- السحر إفساد فقد ثم الله تعالى فاعله مفسدا قال تعالى فى سورة يونس” فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين”. وقد ثم الله عمل السحره والسحر بأنه عمل المفسدين لما يترتب عليه من فساد الأسر. والتفريق بين الزوجين وخراب البيوت.
4- تأخر زواج الفتاة. ومنعها من كفئها ففي الحديث إذا جاءكم من ترضون دينه. وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض”
5- الكذب والتدليس وادعاء الإصلاح قال تعالى فى سورة البقرة:”.ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا. ويشهد الله على مافى قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويعلم الحرث. والنسل والله لا يحب الفساد”
6- الارجاف فى الأوطان و نشر الشائعات وبث الفتنة بين الناس قال تعالى”لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض. والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقابلا”.
7- التواصل مع الأعداء والتحالف معهم على حساب الدين. والوطن والفرح إذا أصاب أبناء الوطن شر او تفشى فيهم مرض قال تعالى فى سورة المائدة” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائره”.
العنصر الرابع: طرق علاج ظاهرة الفساد
1- التوجيه والإرشاد بخطر الفساد ومعاقبة المفسدين. وذلك بكثرة التوعية والندوات عن طريق الدعاه والإعلام المرئي. والمسموع والمقروءة
2- فرض عقوبات رادعة المفسدين حتى يكونوا عبره لغيرهم ” فعن إلى هريرة أتى النبي برجل قد شرب قال اضربوه. قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضرب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال لا تقولوا هكذا لا يعين عليه الشيطان
3- قيام أهل الإيمان و الصلاح بالنهي عن الفساد قال تعالى في سورة هود فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم. واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين”
4- تعاون جميع فئات المجتمع فى معالجة هذه الظاهرة شبابا وأسر ودعاه ومؤسسات وحكومته حفظ الله مصرنا من كل مكروه و سوء واجعلها آمنة مطمئنة إلى يوم الدين.