ثقافة وترفيةمقالات

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد

في عصر تهيمن فيه الشاشات على تفاصيل الحياة اليومية، لم تعد الأفلام والمسلسلات مجرد وسيلة للترفيه، بل تحوّلت إلى قوة ثقافية ناعمة تؤثر بشكل مباشر في مفاهيمنا عن الخير والشر، الحب، العلاقات، القيم، وحتى هويتنا الشخصية والجماعية.

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي
صورة ارشيفية

فكيف تعيد هذه الأعمال تشكيل نظرتنا للعالم؟ وهل نستطيع أن نميز بين التأثير الإيجابي والتوجيه الخفي؟

الفن يحاكي الواقع… ويعيد تشكيله

منذ فجر السينما، كان هدف الفن السابع هو نقل الواقع أو الهروب منه. لكنه مع تطور تقنيات السرد البصري، أصبح أداة قوية لبناء التصورات الاجتماعية.

فعندما تتابع مسلسلًا يُظهر مهنة الطب كمجال بطولي، تبدأ تدريجيًا برؤية الأطباء بصورة مثالية.

وعندما تُعرض العلاقات العاطفية دائمًا بطريقة درامية أو مثالية، يبدأ المشاهد في تكوين توقعات غير واقعية عن الحب والزواج.

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي
صورة ارشيفية

التأثيرات الإيجابية

 • تعزيز الوعي الاجتماعي:

ناقشت كثير من المسلسلات قضايا مثل العنف الأسري، الإدمان، الصحة النفسية، مما ساعد في كسر الصمت المجتمعي حولها.

 • نقل الثقافات وتقريب الشعوب:

الأعمال الأجنبية – مثل الكورية أو التركية – غيّرت نظرة الكثيرين عن شعوب لم يكونوا يعرفون عنها شيئًا، وخلقت حوارًا ثقافيًا عالميًا.

 • إلهام مهني وشخصي:

شاهد كثير من الشباب أفلامًا دفعتهم لاختيار تخصص معين أو السعي لتحقيق حلم معين.

التأثيرات السلبية

 • تشويه القيم والهوية:

عندما تكرّر الأعمال نماذج غير واقعية أو منحرفة من العلاقات والنجاح والسعادة، فإنها تخلق صراعًا داخليًا لدى المشاهد، خاصة فئة المراهقين.

 • تطبيع العنف أو العلاقات السامة:

كثرة مشاهد العنف، أو تقديم الشخصيات السامة بشكل جذاب، قد تؤدي إلى تطبيع هذا السلوك في اللاوعي الجمعي.

 • خلق واقع مزيف:

الكثير من المسلسلات تسوّق لحياة مرفّهة ومثالية لا تعكس الواقع، مما يصيب بعض الناس بالإحباط أو الشعور بالنقص.

هل نحن مشاهدون سلبيون أم متفاعلون ناقدون؟

يؤكد خبراء علم النفس والإعلام أن طريقة التلقي هي العامل الحاسم. فالمشاهد الواعي يستطيع أن يستمتع بالمحتوى، ويحلّله، ويأخذ منه ما يفيده دون أن يسمح له بالتأثير على قيمه أو قراراته.

تأثير الأفلام والمسلسلات على نظرتنا للعالم.. حينما تُعيد الشاشة تشكيل الوعي الجمعي
صورة ارشيفية

تقول د. هبة الملاح، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة:

“نحن لا نستهلك الأفلام فقط، بل نستهلك معها نظرة معينة للعالم، ولهذا يجب أن نكون أكثر وعيًا بما نتلقاه.”

الأفلام والمسلسلات ليست مجرد ترفيه. إنها عدسة نرى بها العالم أحيانًا… وتُعيد تشكيل ملامحه أحيانًا أخرى.

ومع هذا التأثير الكبير، تبقى مسؤولية الوعي والنقد والتحليل على عاتق المشاهد.

لا تكن مجرد متفرّج… كن واعيًا بما يدخل إلى ذهنك من خلال الشاشة.

هل أثّرت فيك يومًا قصة مسلسل أو فيلم؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى