مقالات

هل حولت الجامعات الأهلية الجامعات الحكومية لمنابر فاقدة الأهلية!!

هل حولت الجامعات الأهلية الجامعات الحكومية لمنابر فاقدة الأهلية!!

هل حولت الجامعات الأهلية الجامعات الحكومية لمنابر فاقدة الأهلية!!
ارشيفية

كتب/ د. محمد كامل الباز

كتبت منذ فترة ليست بالبعيدة عن الجامعات الخاصة وما ساهمت فيه من مساهمات سلبية على مستوى التعليم والخريجين فى مصر، بعد أن كانت كليات الطب تخرج أعداد محدودة ومعروفة تضمن سبل التعليم والتدريب اصبحت في وجود الجامعات الخاصة تخرج الآلاف ممن لا نعرف لهم سبل تعليم أو تدريب.

وبالطبع لن تكون كليات الهندسة ومثيلاتها أحسن حال من الطب وفروعه، اصبحنا نشاهد مهندس حاصل علي ٧٠ بالمائة أو أقل يتحكم فى مباني وارتفاعات، يحدد مكونات الشقق والمساحات.

بعد كل هذا العبث خرج علينا شىء آخر وجديد ألا وهو الجامعات الأهلية.

تعدت تلك الجامعات مرحلة الجامعات الخاصة حيث أصبحت تتواجد داخل أبنية الجامعات الحكومية.

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذهب أساتذة الجامعات الحكومية ليدّرسوا في تلك الجامعات الأهلية، أيضاً لم يقف الأمر هكذا بل وأصبحت الجامعات الحكومية بلا تعليم واضح او شرح ممهنج. لو تريد تعليم ابنك ( ويلاقي شرح وتعليم ) عليك بالجامعات الأهلية، عليك تدفع أضعاف مضعفة كي يتعلم ابنك، عليك أن تقتطع من قوتك وقوت أولادك لتدفع أضعاف ما دفعت فى الثانوية العامة من أجل دخول ابنك لمكان يتعلم فيه ويواكب التطورات مع أن هذا حقه الطبيعي لكن الأن كي يواكب نظم العلم الحديث يتطلب أن يدفع والده الكثير والكثير.

سيطرت المادة علي كل شىء وتربعت على كافة نواحي الحياة.

زمان كان والدك ينصحك بالمثابرة والجلد كي تستحق دخول كلية قمة لتبني مستقبل لك ولأسرتك، لكن الان يجب أن تتغير النصيحة فمع المثابرة والتعب وإن كانت أصبحت لا تهم مثل الماضي أصبح هناك العامل الأساسي والمهم وهو المال، لو لم يتوفر لك هذا العامل فليس للتعب والجد مكان أو قيمة في حياتك،

كيف سننصح أولادنا بالتعب وسهر الليالي وهو يري الآن أن كل شىء أصبح ينقضي بالمال، كيف سيثق العالم في جامعتنا العريقة والاصيلة وهو يري جامعات وتعليم موازي عجز أصحابه عن الوصول باجتهادهم فوصلوا بأموالهم!!

الم يحن الوقت للحكومة الموقرة فى التعامل مع تلك المشكلة. أين الحكومة من التدهور الذي سوف يصيب الجامعات العريقة المصرية إذا استمر التساهل فى فتح جامعات الكريدت والكاش ماني، مازالت لا اقتنع أن يدخل طالب فى الثانوية العامة لكلية طب لم يتمكن من تحصيل مجموعها ولكن والده تمكن من تحصيل مصاريف بدائلها الخاصة!!

ليكن فى متطلبات الطبيب مستقبلا بدل التفوق والتميز العلمي الحالة المادية ورصيد العائلة فى البنوك!!

نمتلك أمهر الأطباء والمهندسين من خريجي جامعات القصر العين وعين شمس والتي تعتبر أشهر من النار علي العلم وسط مختلف جامعات الشرق الأوسط ولكن مع استمرار هذا التساهل في فتح الجامعات ستفقد تلك الجامعات قوتها ويضعف مستوي الخريجين من ذوي المستويات المادية المرتفعة.

ويتحول التعليم فى بلادنا إلي سلعة يحصل عليها من يدفع أكثر، لذا يجب على كل اجهزة الدولة أن تضع حد لتلك الجامعات الخاصة و الأهلية قبل أن تصبح بسببها جامعتنا الأصيلة عاجزة وفاقدة للاهلية.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى