مقالات

في ذكرى تأسيسها.. منظمة الوحدة الإفريقية خطوة نحو استقلال القرار الإفريقي وتضامنه

في ذكرى تأسيسها.. منظمة الوحدة الإفريقية خطوة نحو استقلال القرار الإفريقي وتضامنه

في ذكرى تأسيسها.. منظمة الوحدة الإفريقية خطوة نحو استقلال القرار الإفريقي وتضامنه
الآباء المؤسسون للاتحاد الأفريقي

حتى منتصف القرن العشرين، كانت قارة إفريقيا ساحة للتنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية، التي سعت إلى السيطرة على أراضيها من أجل استغلال ثرواتها الطبيعية، والتحكم في طرق التجارة، أو توسيع مناطق نفوذها الاستعمارية.

ومع انطلاق موجة التحرر الوطني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حصلت نحو 15 دولة إفريقية على استقلالها مع بداية الستينيات، وتوالى استقلال بقية الدول حتى تحررت القارة بأكملها من الاستعمار. ومنذ ذلك الحين، بدأت الدول الإفريقية في البحث عن صيغة موحدة للتعاون السياسي والتكامل القاري، ما أدى إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية.

وقد تم التوقيع على ميثاق المنظمة “زي النهارده” في 25 مايو عام 1963، خلال أول قمة إفريقية عُقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور ممثلين عن 30 دولة إفريقية مستقلة آنذاك.

في ذكرى تأسيسها.. منظمة الوحدة الإفريقية خطوة نحو استقلال القرار الإفريقي وتضامنه
ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية

نص ميثاق المنظمة على عدد من المبادئ الأساسية، كان من أبرزها احترام سيادة الدول الأعضاء، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما وضعت المنظمة مجموعة من الأهداف، من بينها تعزيز التضامن بين الشعوب الإفريقية، والدفاع المشترك، وتنسيق الجهود لتحقيق التنمية الاقتصادية، ودفع القارة نحو المشاركة الفعالة في النظام الدولي.

كانت عضوية المنظمة مفتوحة أمام جميع الدول الإفريقية المستقلة التي تؤمن بمبادئها، مثل سياسة عدم الانحياز ورفض التفرقة العنصرية. ومع مرور الوقت، ارتفع عدد الأعضاء إلى 53 دولة بحلول عام 2002.

رغم أهدافها الطموحة، واجهت المنظمة تحديات عديدة، أبرزها النزاعات حول عضوية بعض الدول، ونقص الموارد المالية، والخلافات المتعلقة بتعيين الأمين العام وصلاحياته.

وفي ظل هذه التحديات، ظهرت الحاجة إلى كيان أكثر فاعلية، فشهدت مدينة سرت الليبية في 9 سبتمبر 1999 إعلان تأسيس الاتحاد الإفريقي بمبادرة من الزعيم الليبي معمر القذافي، ليكون بديلًا لمنظمة الوحدة الإفريقية. وفي يوليو 2001، قرر مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية في زامبيا حل المنظمة رسميًا، وهو ما تم في 9 يوليو 2002، إيذانًا ببدء عهد جديد في مسيرة الوحدة والتكامل الإفريقي.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى