حمدي رزق يكتب: المانجا طابت ع الشجر..
باغتنى التاجر الأريب بقول عجيب: «شجر المانجو السنة دى حنين على الغلابة»، الأسعار فى المتناول، وخلى الغلابة تاكل.. «آه يا ليل يا قمر.. المانجا طابت ع الشجر»..
شجر المانجو فى الإسماعيلية ما شاء الله، استعاد عافيته، والإنتاج هذه السنة أضعافا مضاعفة يعوض غيابًا طال، فرشة المانجو فى سوق «المستقبل» شكلها يفرح، تشم الرائحة (الأريج) على بعد كيلو، الإسماعيلية هذا الموسم فى عيد، عيد المانجو.
على قول عبدالمطلب: «الناس المغرمين.. مايعملوش كدا»، غرامى بالمانجو فى اتجاه معاكس لـ «مرض السكرى»، ولا يمر موسم المانجو إلا بارتفاعات مخيفة لمعدلات السكر فى الدم رغم انخفاض الأسعار، عادة ما يخفون المانجو بعيدا عن ناظرى، حتى لا أنفرد بالمانجو ليلا، فأصبح على ما التهمته من النادمين.
مثلى وكثير مغرمون بالمانجو، والبروفيسور«أسامة حمدى» أستاذ السكرى فى «هارفارد» يضبط إجازته السنوية على «أغسطس»، شهر المانجو.. وينصح بأقل القليل.. لا للحرمان.
المغرمون فى عشقهم مذاهب، هناك من يفضل المانجو «السكرى» مذاقا، وهناك من يعشق «العويس» وصغيره «الفص»، يقال إن «الفص» عويس لم يكتمل نضجه.
تحريف لطيف لكلمات المقطع الافتتاحى لـ «استعراض الزهور» بصوت الراقى «محمد فوزى»: (المانجو له فى روايحه لغات / تجمع بين النار والجنة / حكم المانجو زى الستات / لكل نوع ريحة ومغنى).. لا تسألينى عن السبب، ولكن المانجو مثل «أنثى» مثيرة لها أريج.
نصحنى عاشق ولهان بثمرة «الكييت»، صنف عجيب، غنى بالعصارة، نذير الألياف، يتميز بشكله البيضاوى واللون الأخضر المائل للبرتقالى.. تقع فى حبها من أول نظرة.
من أين للمانجو توليفة الألوان المدهشة، تسر الناظرين، ذائقتى تفضل ثمرة «الفص» لا يعلى عليه، ثمرة شقية صغيورة الحجم، قشرتها رقيقة، لونها أصفر.. تبخ عسلا، إذا كانت المانجو مصنفة «ملكة الفواكه»، فملك المانجو «الفص»، ودليله سعره، والغالى ثمنه فيه.
«الفونس» قصة تانية خالص، مذاق ولا أروع، شبيه بالسكرى شكلا لكنه حاجة تانية خالص، طعمها يسكر.. كيف فات على كهنة النبيذ هذه الثمرة المدهشة!!.
صعب على غير العشاق التمييز بين الأصناف، ولكن هناك أُنوفًا مدربة على تشمم رائحة المانجو على بعد، تتشممه فترفع حواجبها وتغمض عينيها، تغيب فى النشوة.
«السكرى» و«الفونس» شكلهما بيضاوى، لكن القشرة تفرق، السكرى ثمارها أرق وتميل إلى اللون الأصفر، كما تكون ذات حجم متوسط وسكرها بزيادة.. ينصح مرضى السكرى بالابتعاد عن كرتونة المانجو ما أمكن!.
«العويس» قشرتها سميكة، هذا أكثر ما يميزها، وتكون باللون الأخضر أو اللون الأصفر فى بعض الأحيان، وتخلو من الألياف.. فى طعم العويس تحكى الحكايات، طعم حكاااية!.
المانجو «ناعومى» مثل امرأة ناضجة حسب المقاييس النموذجية، من اسمها وحجمها، وعلى الرغم من ضخامتها.. رقيقة، بذرتها صغيرة الحجم، ما يكسبها تفردًا، وتتنوع ألوانها ما بين الأحمر والأخضر، كما تكون خالية من الألياف المزعجة، على قد سنان الأكيلة.
والعشاق يختزنون فى وجدانهم أصنافا جد نادرة، تيمور وسنارة وهندى وهندى ملوكى.. والأخير مخصوص لعشاق المانجو الأصلاء.. وعلى قول التاجر: المانجو أرخص من البصل، وخلى الغلابة تاكل!!.