حمدي رزق يكتب: عريضة زاهى حواس
لا يطلب الدكتور «زاهى حواس» منكم الكثير.. فحسب، التوقيع على مطالبة دولية لإعادة اثنتين من القطع الأثرية الفريدة، التى نُهبت من مصر أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وهما «حجر رشيد» الموجود حاليًا فى «المتحف البريطانى»، و«زودياك دندرة» الموجود حاليًا فى «متحف اللوفر».
توقيعك كمصرى على عريضة المطالبة الدولية يفرق كثيرًا. المطالبة تحصد توقيعات كثيفة عالميًّا، ولكنها فى مصر لا تزال فى حاجة إلى المزيد من التوقيعات لإحداث ضغط عالمى على إدارة المتحفين لتسليم القطعتين الأثريتين النادرتين إلى مصر لتتصدرا المتحف الكبير فى افتتاحه القريب.
حواس حاذق، وفى مطالبته يفرّق بين القطع الأثرية التى سُرقت من مصر غصبًا، وتلك القطع الأثرية التى خرجت من مصر بطريقة شرعية، والموجودة حاليًا فى المتاحف حول العالم.
ما يهم «حواس» إعادة القطع الأثرية المنهوبة من مصر، والتأكد من توقف المتاحف حول العالم، خاصة الشهيرة منها، عن الممارسات غير الشرعية، المتمثلة فى شراء الآثار المسروقة.
تحرُّك «حواس» جاء مواكبًا وتكريمًا للافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير بالجيزة، ونشر على صفحته، التى تجتذب الملايين من حول العالم، خطابًا مهمًّا يحظى باهتمام الدوائر الأثرية حول العالم.. ومن خطابه نقتطف هذه السطور:
(فى السنوات التى سبقت تأسيس مصلحة الآثار المصرية فى القرن التاسع عشر، عندما كانت مصر تحت سيطرة الفرنسيين والبريطانيين، تعرضت البلاد للنهب، وتم للأسف تصدير آثارها بشكل غير قانونى.
قام الجيش الفرنسى المحتل بنقل «حجر رشيد» من مكان اكتشافه الأصلى عام ١٧٩٩، واستولى عليه البريطانيون عام ١٨٠١، وقاموا بنقله إلى إنجلترا عام ١٨٠٢. ولم يكن لمصر رأى فى هذا الأمر.
ونحن فى يومنا هذا وفى هذا العصر، ومع حديث العالم بأسره عن ضرورة إنهاء المتاحف الغربية للممارسات الاستعمارية، ليس من المقبول أن يستمر المتحف البريطانى فى التمسك بحجر رشيد رمزًا صارخًا لماضيه الاستعمارى. إن حجر رشيد، وهو مفتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة، هو رمز مهم لهويتنا المصرية ويجب إعادته.
وبالمثل، تم انتزاع «زودياك دندرة»، ذلك الحجر المنقوش بالأبراج السماوية، من سقف مقصورة صغيرة فى «معبد دندرة»، من قِبَل الفرنسيين فى عشرينيات القرن التاسع عشر، وهو حاليًا موجود فى متحف اللوفر منذ عام ١٩٢٢.
الحجر قطعة أثرية مصرية فريدة ومهمة، وإزالتها من موضعها الأصلى أمر «غير أخلاقى»، مثله مثل «حجر رشيد»، وهو أيضًا رمز من رموز الحضارة المصرية، وعليه يجب إعادته سليمًا الى مكانه الصحيح.
إن إعادة هاتين القطعتين الأثريتين إلى مصر هى بمثابة اعتراف مهم بالتزام المتاحف الغربية بإنهاء شكل من أشكال الاستعمار من مقتنياتها، وتقديم تعويضات عن هذا الماضى الاستعمارى، حيث سيتم عرض القطعتين الأثريتين حال عودتهما إلى مصر بشكل واضح فى «المتحف المصرى الكبير»، المقرر افتتاحه فى عام ٢٠٢٣).
ويختم «حواس» خطابه بكلمات مؤثرة: (إننا ندعو المجتمع الدولى إلى المطالبة بإعادة القطع الأثرية المسروقة، فنحن بحاجة إلى أن يعرف العالم أنها تنتمى إلى مصر. ويؤيد الموقعون على هذه الوثيقة طلب عودة القطعتين الأثريتين إلى موطنهما الأصلى مصر.
للتوقيع على العريضة:
Cristinarosadoa@gmail.com
Jesus@vibesfilmstudio.es)