حمدي رزق يكتب: محور «عبد المجيد محمود»
«تكريم عظيم من قائد عظيم، يولى اهتمامًا كبيرًا بالقضاء والقضاة»، هكذا عبر المستشار «عبد المجيد محمود» عن سعادته بخبر تكريمه رئاسيا..
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، والرئيس السيسى من ذوى الفضل، ويعرف أهل الفضل جيدا، وينزلهم منازلهم الوطنية، فعلها مع رجال صدقوا وطنيا، لا يفرق بينهم تكريما وترفيعا لأسمائهم، مصابيح منيرة فى سماء الوطن.
إطلاق اسم المستشار الجليل «عبدالمجيد محمود»، النائب العام التاريخى، على المحور الجديد شمال شارع (٩) بمنطقة المقطم، تكريم مستحق لرجل حمل الأمانة القضائية، وأداها كاملة غير منقوصة، غير هياب فى مواجهة جماعة إرهابية عقور، استهدفته رمزا قضائيا، فثبت فى مكانه طودا شامخا، ولم يخش فى الحق لومة لائم.
أيام الحج إلى مكتب الإرشاد، ونفر ممسوس ممن يزعمون وطنية- الآن-، رفض المستشار الجليل عروض الإخوان جميعا، رشحوه (إبعادا عن موقعه نائبا عاما) سفيرا لمصر فى الفاتيكان، فلم يقبل الهدية المسمومة، وفضل الاستقالة بكرامة على الرضوخ لمشيئة المرشد.
الدكتور عبد المجيد لمن لا يعرفه شغل منصب النائب العام فى فترة عصيبة من عمر هذا الوطن، ودهمته أحداث يناير كما دهمت كثيرا من شرفاء الوطن، واستهدفوه بسهام إخوانية مسمومة، واغتالوا سمعته، واغتابوه فى المضاجع الثورية، وسلقوه بألسنة حداد، ما لان ولاهان، ولا تراجع ولا استكان.. ولانَت عَريكَتُهُ، فاستحق تكريما رئاسيا كريما.
لعل هذا التكريم يفتح شهية المستشار الجليل لكتابة مذكراته (كنت نائبا عاما)، ليضيف إلى تاريخ مصر الحديث فصلا معتبرا يوثق معركة القضاء المصرى فى مواجهة إخوان الشيطان إبان ثورة يونيو.
المعركة القضائية الباسلة فى قلب المعركة الوطنية لم توثق بعد، ويستوجب توثيقها، لأنها المعركة الأهم فى تاريخ القضاء المصرى، شموخا وصمودا وتضحية، معركة مخضبة بدماء طاهرة، شهداء القضاء المصرى فى أعلى عليين.
مستوجب توثيق هذا الفصل المنير من مسيرة القضاء المصرى، ما تحمله القضاء الشامخ من ضغوطات وتهديدات واختبارات جد قاسٍ، والشموخ الذى ارتقاه القضاء عاليا خليق بالتوقف والتبين.
توقفًا أمام الاستهداف الممنهج للقضاء المصرى، طوال تاريخ القضاء لم يُستهدف هكذا بضراوة، ولم تُشن عليه حملات كراهية عاتية داخل وخارج الحدود ومن منصات معادية لكل ما هو وطنى، والتحريض على القضاء مستدام وبلغ درجة التحريض، والتربص بالقضاة على المنصة العالية بلغ مبلغه، تنظيمات إرهابية على هذا القدر من الوحشية خططت- ولا تزال- لاغتيال القضاة وتفجير المحاكم، وعناية الله جندى.
شهداء القضاء المصرى فى معركة الإرهاب شهود عدول على انتصار القضاء فى معركة حياة وطن، وبرز من بين صفوف القضاء أسود دافعوا عن العرين، ووقفوا وقفة شجاعة فى مواجهة جماعة إرهابية عقور كانت تُبيت النية لاختراق مناعة القضاء، وفصول المؤامرة مفضوحة على ألسنتهم، والعناوين مجللة بالعار.. المستشار عبد المجيد نموذج ماثل ومثال.
الاستهداف الممنهج دفع القضاء المصرى ثمنه غاليا، وعن طيب خاطر، دمًا طاهرًا، دماء الشهيد المستشار «هشام بركات» تشهد على إرهابهم، ودماء شباب القضاة فى سيناء تشهد عليهم.
مِنْ نَافِلَةِ اَلْقَوْل، مما لا حاجة لذكره نظرًا لوضوحه التام، الجماعة الإرهابية وأخواتها يستهدفون القضاء ضمن استهداف قوى الوطن الحية، استهداف القضاء لا ينفصل عن استهداف مكون صورة (٣ يوليو ٢٠١٣) الشهيرة.. وكان القضاء شامخا وحاضرا.