ديربي الأندلس … بقلم: د. محمد كامل الباز
ضرب المغرب موعد مع الدور ربع النهائي في مونديال قطر، إنجاز يعيد للأذهان كريمو وعزيز بودربالة والزاكي فى ثمانينات القرن الماضي حيث خرجت بصعوبة من الماكينات الألمانية، قبل لقاء الماتادورالاسباني وجدنا أجواء مشتعلة والشحن فاق الحد استيقظت فى صحف بلاد المغرب أجد إثارة للهمم، تحفيز وتشجيع، برامج إعلامية، توك شو ليس لهم هم إلا شىء واحد ..ماذا سيفعل اسود الاطلسى فى المونديال بعد ديربي الأندلس، حيث من الممكن أن يواجه رفقاء كريستيانو فى مواجهة أندلسية أخرى، لكن أخذت الذكريات تلعب براسي سافرت بعيدا إلى الماضى رجعت لعام ٧١١ م حيث دخل طارق بن زياد الأندلس ومنذ ذلك الحين لمدة تزيد عن سبعة قرون والأندلس تحت الحكم الإسلامي، أكثر من سبعمائة عام عاشت الاندلس سجالات ونزالات بالطبع كانت اقوى مما حدث فى الدوحة، ضحى رجال بأرواحهم وتركوا ديارهم من أجل وصول الإسلام لاوربا، تناثرت الأشلاء ومُزقت الأعضاء، سالت الدماء ورُملت النساء كل هذا كى تكون الأندلس جزء من ثقافتنا وحضارتنا،
ربما من مئات السنين لو كان الفتح العربي للأندلس مستمر لكان كريستانو مغربى أو بيدرو إسمه بدر كان من الممكن أن يكون فيجو ممن يصوم رمضان أو ربما قابلت راموس فى السعى بين الصفا والمروة، لكن للأسف لم يحدث هذا فقد انتهى كل شىء بتسليم عبدالله قصر الحمراء لكل من ايزابيلا وفريناندو، أعتقد تلك الخسارة التي لاتضاهيها خسارة حتى لو كانت اسبانيا هزمت المغرب أو ربما البرتغال،
لماذا الشحن والفرح، لماذا كل تلك الأجواء حول المباراة هل هى زلاقة أخرى أم بلاط شهداء جديد… ماذا ستجني المغرب من الفوز هل ستفرح بضعة أيام ثم تعود لتذكر مشاكلها وصراعتها الحدودية مع الجزائر … ولماذا كل تلك المسميات من أسود الأطلس ومحاربو الصحراء إذا كان حكيمى الذى يدعم المثليين ومصطفى حاجى الذى صرح بعدم حاجته للغة العربية أسود فمن يكون يعقوب منصور الموحدي أبو يوسف بن تاشفين ….بماذا نصف طارق بن زياد وموسى بن نصير إذن…… هل خسارة المغرب فى ديربى الاندلس تعادل خسارة غرناطة وسقوط الأندلس هل رجوع المنتخب المغربي للرباط خالي الوفاض تحزن مثل ضياع حضارة وثقافة أكثر من سبع قرون حُرقت عند القاء كتب الأندلس في محرقة الكاردينال خامنيس الذي أشرف على حرق تراث الأندلس،
هل قسوة الخروج من كأس العالم تعادل بشاعة محاكم التفتيش الرهيبة؛ التوفيق أو الإخفاق فى مجال كرة القدم فى النهاية لا يغنى البلاد أو يفقرها، لا يحل مشاكل شعوبها ويضعها في مصاف الدولة العظمى بل العلم والعمل والجد من يبنى الشعوب ويزيد تقدمها فايا كانت نتيجة ديربي الاندلس هي مجرد مباراة لن يمحو الإنتصار فيها مأساة حدثت منذ الالاف السنين بسقوط الأندلس ونزوح المسلمين منها لذا نرجو من الجميع عدم شحن الهمم واستثارة الناس لسفاسف الأمور وتوجيه الشعوب لتذكر أمجادهم وتاريخهم لمحاولة النهوض باممهم، فيا ليت هُزمت المغرب من اسبانيا فى الدوحة وانتصرت عليها فى الأندلس .