دينا شرف الدين تكتب: عمان والعمانيون
إن تحدثت عن أرض اللبان كما عرفناها من خلال تاريخنا القديم، عندما كان ملوك مصر القديمة يجلبون اللبان من أرضه الفريدة ببلاد فريدة الموقع والتراث والحضارة التي تمتد لخمسة آلاف عام، سأتذكر أياماً قليلة قضيتها بها من حيث الزمن، لكنها عامرة بالأحداث والخبرات الجديدة والمكاسب الإنسانية التي لا تقدر بثمن.
فقد أسعدني الحظ بزيارة سلطنة عمان برفقة زوجي الفنان أحمد عبد العزيز، الذي كان واحداً من ضيوف شرف مهرجان عين للأفلام القصيرة بدورته الأولى في مسقط، وبما أنني لم أكن قد زرت عمان من قبل، رغم زياراتي المتعددة للكثير من دول المنطقة، لكنني كنت قد سمعت عنها قبل تلك الزيارة من بعض الأصدقاء روايات جميلة عن صفات أهلها وطابعها وأجوائها المختلفة.
ولكن:
من سمع ليس كمن رأى، فقد استوقفتني بتلك الأرض الطيبة، سماحة أهلها وترحابهم وسلامة أنفسهم، ومحبتهم وشغفهم بالعلم والثقافة والفنون، وتشجيعهم لكل من يمتلك موهبة بمجال أو بآخر، فلم يصادفني من قبل هذا الهدوء وهذه النظافة التي لا تخطئها عين، حيث قام السادة الكرام من منظمي المهرجان باصطحاب الضيوف في عدة جولات سياحية لزيارة بعض المعالم الهامة بمدينة مسقط وأطرافها من مدن سياحية، حيث زرنا مدينة نزوي التراثية وقلعتها الأثرية، و متحف عمان عبر الزمان الذي يوثق تاريخ أرض اللبان منذ آلاف السنوات وحتى يومنا هذا بالصوت والصورة والشاشات ثلاثية الأبعاد، فضلاً عن اقتنائه عددا ضخما من القطع الأثرية التي ربما تتخطى التاريخ الإنساني لتصل إلى أعماق العصور السحيقة ما قبل الإنسان، وكذلك الكثير من الأوراق والخطابات والمقتنيات التي ترجع لعصور الإمام الذي كان يحكم البلاد قبل التحول إلى السلطنة والحكم السلطاني.
حقاً كانت جولة مبهرة ومثمرة، فكانت بمثابة مفاجأة لي أنه ما زال هناك شعب عربي تملأ قلبه السكينة وتعلو قسمات وجهه مشاعر الرضا وتشع روحه بالسلام والمحبة للجميع، وينم سلوكه عن تمسك بالقيم والخلق والدين دون أية مظاهر للتطرف.
أدام الله على عمان وشعبها الطيب أمنه وسلامه واستقراره.