المزيد

زائر في وقت الحظر “الجزء الأول” .. بقلم / أحمد مقلد

اقرأ في هذا المقال
  • زائر في وقت الحظر "الجزء الأول" .. بقلم / أحمد مقلد
  • زائر في وقت الحظر بعد أن تشابهت الليالي والساعات

زائر في وقت الحظر بعد أن تشابهت الليالي والساعات

زائر في وقت الحظر
زائر في وقت الحظر

زائر في وقت الحظر .. في إحدي ليالي الحظر المنزلي ومع مرور الزمن وتشابه الوقت بالدقائق متطابقة والساعات متتابعة لحين حلول وقت انتهاء فترة الحظر المنزلي من الساعة الثامنة مساءاً إلى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي جلس الطبيب (معاذ) في وسط أهل بيته وكانت تلك الأسرة مكونة من الزوج الطبيب (معاذ) وهو يعمل بفرع الشركة الفرنسية (CORD-Core)، والزوجة هي السيدة (سعاد) دكتورة جامعية، ولديهم طفلان توأم بأسمائهم (كريم ، محمد) وكان في زيارتهم أخو الزوجة الكابتن طيار (محمود) وكانوا يجلسون يشاهدون الأخبار ويتابعون أخر الأخبار حول هذا الفيروس القاتل والشبح المخيف (COVID-19) لحين غلب النوم الطبيب (معاذ) أمام التلفاز.

رن جرس الهاتف في ترقب …

وفي تلك اللحظة يرن جرس الهاتف الخاص بالطبيب (معاذ) فيرد عليه قائلاً من المتحدث فهذا الرقم ليس موجود ضمن سجل الأرقام المسجلة على هاتفي. فيأتي الرد ولكن بلغة عربية ركيكة و بلكنة أجنبية متأثرة باللغة الفرنسية نعم إنه أنا (فيليب) مندوب الشركة الفرنسية (CORD -core) والتي فرعها بالقاهرة حيث تعمل سيادتكم.

ذهب الطبيب لمقر الشركة

وقد توجهت لمقر الشركة لمقابلة مديرة الفرع بالقاهرة ولكن كان الوقت قد قارب على بداية موعد الحظر المنزلي وعدم التجوال فقمت بالإتصال بها فأخبرتني أن أتواصل معكم لكونك نائب مدير الشركة لتطوير العقاقير ولكونك أقرب المسؤولين من مقر الشركة في السكن. حيث ان المسافة بين سيادتكم وبين موقع الشركة لا يزيد عن خمسة دقائق سيراً على الأقدام فهل وقتك يسمح لهذا اللقاء. فرحب (معاذ) بهذا اللقاء وأبلغه (فيليب) أنه يبعد يصل إليه خلال بضع دقائق من خلال تحديد موقع العنوان من خلال خدمة (gps) وطبقاً للعنوان الذي أبلغته به مديرة الفرع وحيث أن أحد العاملين بالشركة توجه معه يساعده بالوصول للعنوان.


وبعد المكالمة يتوجه معاذ لزوجته لتحضير العشاء كعادة المصريين في إكرام الضيف ولكن تخبره زوجته أنه لا يوجد لديها شيء يصلح لهذا العشاء الخاص ولهذا الضيف خصيصاً، فلما لا تذهب للسوبر ماركت الموجود أسفل العمارة التي نسكن بها وتحضر ما يصلح لهذا العشاء الخاص، فتفهم الطبيب (معاذ) هذا الآمر، وأخذ المال اللازم وارتدي جاكيت جلدي لتجنب برودة الليل واتخاذ الاحتياطات اللازمة من كمامة وقفازات طبية وفي ثواني معدودة كان قد فتح باب الشقة. ليعلن النزول بسرعة لإحضار الطعام اللازم لوجبة العشاء الخاص لهذا الضيف المهم. وعند استدعاء (معاذ) للمصعد لم يحضر وتأخر في الاستجابة؛ ولسرعة الرغبة في إنجاز المهمة نزل على أقدامه ومن خلال السلالم ولم ينتظر المصعد. والذي لم يحضر في الموعد المطلوب لكون الضيف الفرنسي كان قد سبق وطلبه ليصعد لشقة الطبيب بالدور السادس من ذات العقار.

زائر وقت الحظر ذهب لمنزل الطبيب معاذ

وبعد خروج الضيف الفرنسي من المصعد توجه للشقة رقم (12) وضغط جرس الباب ذهبت زوجة الطبيب وهي سيدة مصرية رقيقة الملامح واسمها السيدة (سعاد) لتستدعي أخيها حتى يستقبل الضيف الأجنبي ويفتح له الباب وعند فتح الباب وجد أمامه الضيف الغريب وقد عرف نفسه باسم السيد (فيليب) ، وهو شاب في منتصف الثلاثينات وله ملامح أوربية من شعر أصفر وعيون تميل للزرقة وقام بتعريف نفسه للكابتن (محمود) أخو الزوجة وتوضيح أن هناك موعد عمل مع الطبيب (معاذ) وذلك لمناقشة بعض أمور العمل وهنا رحب به الكابتن (محمود) ووجهه لغرفة الصالون لحين حضور الزوج من أسفل.

وفي تلك الأثناء جلسا يتبادلان الحوار لحين حضور الطبيب (معاذ) من أسفل وأخذ يرحب الكابتن (محمود) به وتبادلا الحديث أثناء شرب المشروب الدافئ ليدفع عنهم الإحساس ببرودة الجو حيث أن الكابتن طيار (محمود) قد تم إيقاظه لإستقبال الضيف عن طريق (اخته) زوجة الطبيب، وذلك لتصادف حضوره لزيارة أخته بعد فترة غياب طويلة وكان ينام بين أبناء أخته الذين يشتاقون لزيارته خلال فترة تواجده بمصر لكونه يعمل طيار مدني ودائماً هو في سفر ومن كل بلد يزورها يحضر لهم الهدايا.


وفي تلك الأثناء صعد (معاذ) ليستقبل الضيف وكانت المفاجئة هي مشاهدته لهذا الضيف والذي حضر وتم استقباله أثناء رحلته لجلب بعض الأطعمة للعشاء من السوبر ماركت أسفل العمارة، وكان يحمل ملامح أوربية واضحة، وهنا بدأ (معاذ) في توجيه كلمات تدل على الترحيب بالضيف وبلغة فرنسية متقنة، لكون الطبيب (معاذ) قد حصل على عدة دورات في اللغة الفرنسية وذلك نظراً لطبيعة منصبه وطبيعة الشركة فهي وكيل لشركة فرنسية، وهنا يقطع الضيف الحوار بكلمات مقتضبة وخافتة موجهة للسيد (معاذ) هل يمكن أن نتحدث على انفراد؟ وهنا يشعر الكابتن طيار (محمود) أنه من واجبه تركهم ليتحدثوا بحرية فطلب الإذن بمغادرة الجلسة حتى يتركهم ليتحدثوا بحرية وعلى إنفراد ويعود لغرفة الأبناء مرة أخرى

أعدت الزوجة العشاء للرجال “زائر وقت الحظر “


وفي تلك الأثناء كانت الزوجة تقوم بإعداد وجبة العشاء للضيف وذلك من باب حسن الإستقبال وإكرام وفادة الضيف، وفي هذه الأثناء يقوم السيد (فيليب) بكسر الجليد وبداية الحوار مع الدكتور (معاذ) حول وظيفته وأهمية الشركة في استحداث علاج قاتل للفيروس (COVID-19) خلال 48 ساعة. وهنا بدا السيد (فيليب) في توجيه حوار هامس يكاد لا يسمعه الدكتور (معاذ) الجالس بجواره.


وفي أثناء الحوار الخافت يقول السيد (فيليب) أعتذر في بداية الأمر لكوني قد حضرت بشكل مفاجئ ولكن كان هذا اللقاء كان مقرر له أن يكون بمقر الشركة وبحضورك مع السيدة مديرة فرع الشركة بالقاهرة ونظراً لسرية المعلومات التي أحملها وضرورة سرعة التعامل معها فكان الاتصال بيني وبين مديرة الفرع بالقاهرة أن أحضر إليك و أتناقش معك ولكن الشركة مغلقة لظروف الحظر فقد تواصلت معك هاتفياً لتحديد هذا اللقاء. ولكن سيدي أرجوا أن يظل حديثنا موضع السر لخطورته. وهنا يقول (معاذ) ما هذا الأمر العاجل الذي لا ينتظر للغد؟ وما مدى خطورته التي تستوجب السرية؟

ماهو سر فيليب الذي قاله الطبيب ؟


وهنا تأتي الإجابة على غير المتوقع من السيد (فيليب) سيادة الطبيب المحترم ما ستسمعه مني هو علي أعلي قدر من السرية حيث أن الشركة الأم قد طورت علاج فعال للقضاء على هذا الفيروس القاتل (COVID-19) ولخطورة نقل تلك العينة فقد تم زراعة هذا العلاج في بلازما الدم الخاصة بي وأمامنا حوالي (8) ست ساعات تفصلنا عن القيام بمهمتها العاجلة في الحصول على العلاج الفعال من بلازما الدم الخاصة بي. حيث أني كنت مصاب بهذا الفيروس وتم علاجي بهذا العقار التجريبي ولسرعة إنتاج هذا العقار بفرعنا في القاهرة كان لابد من حضوري الآن.

ولماذا مصر بالتحديد ؟!!


وهنا يظهر السؤال للطبيب (معاذ) ولماذا مصر بالتحديد؟ وتأتي الإجابة سريعاً من السيد (فيليب) نعم مصر دولة صديقة وتربطنا بها علاقات اقتصادية وروابط تاريخية فهي أقدم شريك في الشرق الأوسط وبها أكبر سوق ومنها يمكن أن تنطلق حملة التجارة والتسويق لهذا العقار في البلاد المحيطة وذلك لما تتميز به مصر من موقع متوسط دول العالم وهي دولة ذات منافذ برية وبحرية عديدة مما ييسر من عملية توزيع كميات كبيرة من هذا العقار مما يحقق مكاسب مالية كبيرة للشركة الأم والشركة الفرع التي مقرها بالقاهرة.

وهنا تتصاعد الأفكار لدي (معاذ) ويتغلب عليه شغف البحث العلمي لكونه عالم متميز وطبيب متخصص في دراسة أمراض الدم وقد قام باستخلاص البلازما من الأجسام المتعافية لصنع عقاقير لبعض الأمراض وله خبرة في هذا الشأن وفي تلك اللحظة تنادي الزوجة السيدة (سعاد) على زوجها وتخبره بأن العشاء قد تم إعداده وهنا يطلب (معاذ) من السيد (فليب) أن يتناول وجبة العشاء معه في غرفة السفرة. وبعد تمام العشاء يتوجهان لتناول مشروب دافئ ولكن تأتي الفكرة للطبيب (معاذ) ماذا لو قام أخذ هذا الضيف وتوجها معمل التجارب الخاص به في مقر الشركة بجوار مقر سكنه وقد استشار الضيف فوافق.

وهنا يستعد الزوج (معاذ) ليخبر زوجته بأنه ذاهب إلى مقر عمله بمعمل الشركة مع السيد (فيليب) لأمر هام وتخبره كيف تذهب في وقت الحظر فهذا يعرضك للخطر وخاصة أن معك ضيف أجنبي. فيقول لها الزوج أنه أمر مهم ولا يمكن تأجيله للصباح وأسال الله أن يوفقني لما سأقوم به لخدمة البشرية.

إلي اللقاء في الجزء الثاني والأخير

أحمد مقلد
أحمد مقلد

دعاء نصر

رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام على التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى