عمرو صادق السخاوي يكتب: ساعة القيامة اقتربت!
بدأت فكرة معرفة الوقت بما يسمى ب “الساعة الشمسية” والتي لا نعرف تحديداً متى بدأ إستخدامها لكنها طريقة كانت شائعة في بلاد الإغريق القديمة، ثم تطورت بعد ذلك إلى نوع جديد إسمه “الساعة المائية” بواسطة المصريين القدماء منذ ما يقرب من ال٣٤ قرنا، ثم “الساعة الرملية” وأخيراً “الساعة الميكانيكية” والتي كانت من إنتاج القارة العجوز .. لكن هل سمعت يوماً عن ساعة القيامة!
ساعة القيامة هي ساعة رمزية نشأت عام ١٩٤٧م من قبل مجلس إدارة علماء الذرة والذي كان يرأسه أينشتاين، هذه الساعة لا تقوم بدورها كساعة زمنية ثابتة تتحرك عقاربها فيمر الوقت والأيام تتوالى، بل تم ضبط إحدى عقاربها على ما يسمى ب “منتصف الليل” وهو ثابت لا يتحرك، أما الآخر فهو المتحرك.
كلما إزدادت المسافة بينهما فحتماً ستكون البشرية تتذوق كافة ألوان النعيم، أما إذا تطابقا فهو الهلاك لكوكب الأرض.
يتحرك عقرب ساعة القيامة يميناً ويساراً وفقاً للأحداث التي تجري في العالم، صُمِمَت تحسباً لنشوب حرب نووية فتنذر الجميع باقتراب الخطر، لكن بدأت تتغير بعد طبك طبقاً للعديد من العوامل الأخرى كتغير المناخ وزيادة حدة التلوث وحرائق الغابات وغيرها، وصل ذروته عام ١٩٥٣م عندما بدأت تجارب القنابل الهيدروچينية بواسطة الولايات المتحدة والإتحاد السوڤيتي، وصل المؤشر حينها إلى أقل من دقيقتين من “منتصف الليل”.
لعلك تتساءل الآن “متى يصل المؤشر إلى “منتصف الليل” وماذا سيحدث حينها؟!
تُعيد إلينا أحداث نشوب الحرب في أوكرانيا بين روسيا وحلف النيتو، والتهديدات المتلاحقة التي جرت مؤخراً بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بشأن تايوان صورة ساعة القيامة نص أعيننا، إذا إفترضنا أن الأحداث تصاعدت واضطر الجميع لإستخدام السلاح النووي فستُمطِر روسيا أوروبا وأمريكا ب١٢٠٠ صاروخاً نووياً، حتماً سيكون لأمريكا حق الرد بضرب روسيا والصين ب١١٠٠ صاروخاً هي الأخرى.
أظهرت الإحصائيات أن حرباً كهذه ستؤدي لهلاك ٧٧٠ مليون شخص بشكل مباشر ومثل ذلك الرقم أو أكثر قليلاً بشكل غير مباشر نتيجة الحرائق والأمطار النووية بالإضافة إلى إنتشار السرطانات بأنواعها وإجهاض الأجنة وتشوهها، ستصل درجة حرارة الإنفجار النووي الواحد إلى ١٠٠ مليون درجة مئوية أي ما يعادل ٤ أضعاف حرارة الشمس.
في ظل هذه الأحداث التصاعدية التي يشهدها العالم وزيادة حدة الخلافات .. برأيك هل إقتربنا من لحظة منتصف الليل!
