مبطلات الحج وأنواعها وكفارتها
بقلم الشيخ: عبدالناصر اباصيري محمد
قال تعالى ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾. يتوجه فى هذه الأيام الطيبة المباركة بعض عباد الله لزيارة بيت الله الحرام .
وأداء الفريضة قد فرضها الله على عباده القادرين . فقد فرض الله على عباده القادرين حج بيته الحرام وجعله أحد أركان الإسلام . فقال تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) والحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة لقوله صلى الله عليه وسلم ( الحج مرة فمن زاد فهو تطوع ) وهو واجب على الفور في حق من استطاع السبيل إليه .
ومما قد لا ينتبه إليه البعض أن الحج لا يقبله الله من العبد إلا إذا كانت نفقته لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال لان الرسول صل الله عليه وسلم أخبرنا أن الحاج إذا كانت نفقته من حلال زاده من حلال و راحلته من حلال .
وعندما يذهب ليركب ويسافر إلى بيت الله الحرام وعندما يقول ( لبيك اللهم لبيك ) يرد عليه الملك قائلا ( لبيك وسعديك زادك من حلال وراحلتك من حلال وحجك مبرور غير ماْذور ) اما إذا كانت نفقته من حرام عياذا بالله ( سرق . نهب . اختلس . اخذ الرشاوي . اْكل الربا . ) وعندما يقول لبيك اللهم لبيك ) يرد عليه الملك قائلا . لا لبيك ولا سعديك أرجع وحجك مردود عليك . اْليس من العجيب أن يملاْ المسلم بطنه من الحرام ثم يذهب إلى بيت الله الحرام ويعود ويقول للناس انى قد حججت . ماذا فعلت بحجك ؟
ليتك ما حججت . ليتك قبل ان تذهب ق بيت الله الحرام نظفت نفسك من الحرام . ليتك قبل ان تذهب إلى بيت الله الحرام رددت المظالم إلى . أهلها .. الإخلاص لله يعد أيضًا من أهم شروط قبول الحج . ( لا يقصد المسلم باّداء هذه الفريضة لقبا ولا سمعة ولا رياء ولا نفاقا لأن المولى عز وجل يقول فى الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك . فمن عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشريكه . من شروط قبول الحج أيضًا ما ورد فى قول رسول الله ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) فيشترط ليكون الحج مقبولا ان يكون مبرورا . وكلمة مبرور لها ثلاث معانى الأول . اى الذى لا يخالطه إثم ولا ذنب . الثانى هو الذي يكون صاحبه لين الكلام مطعم للطعام . الثالث هو الذي يعود صاحبه من الحج راغبا فى اْخراه زاهدا فى دنياه . أما إذا عاد المسلم من الحج فاْكل مال هذا . سرق نهب . اختلس . وامتلاْ بطنه من الحرام . واْساء معاملة العباد . فماذا استفاد المسلم . وماقيمه الحج إذا كان المسلم قد خالف من سيذهب إلى بيته ايدخله بيته والبطن فيه من الحرام مافيه ولذلك حذر صل الله عليه وسلم هؤلاء عندما قال ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثم ذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك . اللهم اصلح فساد قلوبنا وأجعل أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا وحياتنا كلها خالصة لوجهك وابتغاء مرضاتك اللهم أمين.