مقالات

كل شىء سيمر وينتهي.. بقلم: نادر أبو شنيف

كل شىء سيمر وينتهي.. بقلم: نادر أبو شنيف

كل شىء سيمر وينتهي.. بقلم: نادر أبو شنيف
صورة أرشيفية

بينما أنا جالسا كعادتي أمارس عملي اليومي ، إذ بشئ ما بداخلي يحدثني قائلا : لابد أن تنهي عملك سريعا اليوم

فسألت ذلك الشئ قائلا:

لماذا تقول ذلك؟
فرد قائلا : لأنني أريدك أن تذهب الي المقابر لزيارة أحبابك الأموات .
فقلت : حقا لم أزورهم منذ فترة ، وبإذن الله اليوم سأنهي عملي مبكرا وأذهب إليهم ، وبالفعل أنهيت عملي وذهبت إلى المقابر كي أزور أهلي وأخواني وأحبابي الأموات فقد شغلتني الدنيا عنهم ، وأثناء تواجدي هناك قرأت لهم بعض سور القران الكريم ، وبعض الأدعية وتمنيت من رب العزة المغفرة والرحمة داخل قبورهم .
وإذ بي أغادر المقابر بعد الزيارة ولكن يرجع ذالك الشئ مرة أخري ويقول لي ، لم أنت متسرع أصبر وجالسهم ، فقلت له: لدي بعض الأمور الحياتية سأذهب لأقضيها فصرخ في ذالك الشئ قائلا: لم العجلة والذهاب مبكرا أليس هذا مكان يوما ما سوف تجلس به وتفقدها حي قبل أن تأتي إليها وأنت لا تري ولا تسمع ولا تتحدث .
فرددت قائلا: سآتي قريبا وأجلس كثيرا جدا معهم وسوف أحدد يوما مخصص للقضاء هنا ، فرد ذالك الشئ قائلا : اتضمن ما تقول
فقلت : دعني وشأني وذهبت من المقابر وأثناء خروجي منها تعثرت قداميا ف أحد الحجارة الموجودة في الرمال ، وإذ بيا اقع ع وجهي فالأرض ، وبينما أنا أنهض لأذهب إذ بعيناني تقع على مقبرة كبيرة مفتوحة فاقشعر جسدي وذرفت عياني وأبيض شعري وأحسست ان قدمي ويدي قد توقفوا عن الحركة من شدة وهول ما رأيت بداخلها . فحاولت النهوض وحاولت أجمع قدرتي كي أقف وأتحرك، وتحركت بالفعل ولكن لم أستطع التحمل فجلست في مكان ما ، كي أستريح من ما رأيت وبعد فترة قصيرة من الوقت ذهبت إلى بيتي ودخلت غرفتي ، وإذ بي أنهار خوفا وقلقا مما رأيت ، وأنتباني الخوف ، لأني رأيت أشياء غريبة ، لقد رأيت عدة أثواب بيضاء ملفوفة وبها أناس مثلنا 

اول ثوب ف المقبرة هو لعظام مكسرة ومتفرقة عن بعض وظاهرة من القبر ، والثاني ثوب تراه ولكن لا يوجد به إلا التراب ، والثالث ثوب مفتوح وبه شخص تاكل الديدان فيها ، والآخر ثوب أبيض ملفوف ولكنه منتفخ جدا ورائحتة كريهة جدا جدا.
فقمت من غرفتي وتؤضئت وصليت ركعتان وبعد الإنتهاء من الصلاة ، بدأت أفكر في نفسي ، وبدأت أتسأل
هل سأموت يوما ما وأصبح هكذا وبهذه الرائحة ولا يكون لي عون ولا سند سأكون في قبر مظلم ولا أحد يعلم بي ؟
هل سأكون نسيا منسيا يوم ما؟
ودق قلبي سريعا ، وقلت إذ كانت تلك هي نهايتنا جميعا فلم يحدث ذلك ، لما نقتل ، ولما نسرق ، ولما نظلم ، لما نأكل حقوق الغير ، ولما نفتري ، ولما نزني ، ولم نفعل كل ما حرمة الله, ولم نجعل الدنيا اكبر همنا ، فبدأت أبكي وأنهمر حتي أحمرت عيناني وقلت حقا ما قيل” إن الدنيا عند الله لا تساوي جناح بعوضه ” ولكن عندنا هي حياتنا وأما الآخرة فأصبحنا لا نعلم عنها شئ .

فعند موتنا نجرد من اللباس والألقاب ونترك مالنا وأولادنا وكل شئ وتبقي لا حول ولا قوة لنا
قال أحد العلماء :
” عيش ما شئت فإنك ميت
وأحبب ما شئت فإنك مفارق “
تقرب إلي الله قبل فوات الأوان قبل أن تقول رب أرجعني أعمل صالحا قبل أن تحاول الأستيقاظ ولا تستطيع قبل أن تندم على ما فاتك راجع حساباتك مع خالقك .
وأختم مقالي بجملة أتمنى كتابتها وألصقها في يدك وتلك الجملة إن قرأها شخص حزين فرح ، إن قرأها شخص فرحان بكى ولكنها العظة بأنك ميت ميت لا محالة
وهي ” كل شي سيمر وينتهي” 

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى