الشيخ الراحل حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس
حوار : العارف بالله طلعت
خاص بـ عالم النجوم
قيادتى لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس 73 المحطة الأهم في حياتى
نجحت في أقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود عقب 67والاستعداد لحرب73
علينا أن نعاهد الله لنقف أمام أعدائنا كالبنيان المرصوص
توفي الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس في حربي الاستنزاف وأكتوبر عن عمر يناهز 96 عامًا والشيخ حافظ سلامة ولد يوم السادس من ديسمبر سنة 1925 وكان يمارس حياته الطبيعية حتى قبل وفاته بأسابيع بالذهاب إلى مسجد الشهداء ليؤدي الصلوات سيرًا على الأقدام. وكان له دور بارز في أعمال الخير
حوار العارف بالله طلعت مع الشيخ حافظ سلامة:
فى البداية نريد التعرف عن دوركم فى عملية الشحن المعنوى لرجال القوات المسلحة عقب 67 وأستعدادا لحرب أكتوبر 1973 ؟
نجحت في أقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود عقب 67والاستعداد لحرب عام 1973م وتركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود. والأستعداد لحرب عام
وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر
وقد نجحت القوافل نجاحًا كبيرًا فصدر قرار بتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها كنوع من الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود
عمليات المقاومة
حدثنا عن جانب من بطولات المقاومة الشعبية الباسلة لأبناء السويس تحت قيادتك ؟
تعد قيادتى لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءًا من يوم 22أكتوبر 1973م هي المحطة الأهم في حياتى حيث تسللت إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة الدفرسوار القريبة من الأسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة وأحتلال مدينة السويس بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال وأسلمت القيادة الأسرائيلية هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذي وجه أنذار إلى محافظ السويس بالأستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الأسرائيلي وكان معى عدد من القيادات الشريفة المجاهدة ومعه جميع أبناء المدينة قرروا رفض تسليم المدينة واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف ووقفت على منبر مسجد الشهداء لأعلن بدء عمليات المقاومة.وتعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاه بعربات مدرعة وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار
بوقف إطلاق النار إلا أنها لم تلتزم بقرار ثان لنفس المجلس وواصلت مجلس الأمن هجومها على المدينة وأقتحمت قوة من الجيش الأسرائيلي مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء وبدأت أعداد القتلى والجرحى الأسرائيليين في التزايد بإيدى القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم اندحار القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات
حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة.ويصف
رئيس
أركان حرب القوات المسلحة وقتها سعد الدين الشاذلى الدور قائلاً: إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية إمام وخطيب مسجد الشهداء أختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة.
صفوف الفدائيين
حدثنا عن جماعة شباب محمد ..باعتبارك كنت عضوا بارزا فيها؟
**انضميت إلى جماعة شباب محمد عام 1948م والتي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن الأخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة وشاركت من خلال تلك الجمعية في النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي وبعد أنضمامى بفترة قصيرة أعلن قيام دولة إسرائيل في نفس العام وإعلان الجيوش العربية للحرب وأردت التطوع في صفوف الفدائيين والسفر إلى فلسطين ولكن قيادة جماعةشباب محمد طلبيت عدم السفرباعتبار العدو الحقيقى لا يزال مرابطا فى مصر فشكلت أول فرقة فدائية في السويس كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية المرابضة على حدود المدينة والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر وكان يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين.
فترة الستينات
ومتى تم حل جماعة شباب مصر؟
**بعد قيام ثورة23 يوليو وتحديدا فى فترة الستينات أصدرالرئيس جمال عبد الناصر قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات تهاجم فيها العلاقات السوفيتية المصرية. بادرة خير
ماذا تقول عن مستقبل الدعوة الإسلامية ؟
أنا أفتخر الآن وأقول المستقبل للدعوة الإسلامية والشواهد كثيرة وقد بدأت في السويس في عمل مجموعات لتحفيظ القرآن وقد كنت أتوقع أن يأتيني 100 أو 200 طالب خاصة أن المجموعة تبدأ من السابعة والنصف صباحا إلى السابعة والنصف مساء أي حوالي 12 ساعة ومع هذا وجدت إقبالا ما كنت أتوقعه في يوم من الأيام وبالتالي بدأت هذه المجموعات تنتشر خارج المدارس إلى المساجد حتى أن بعض المجموعات تفترش دورات المياه من شدة الزحام وأجد إقبالا لا إدبارا من أولياء الأمور حرصا على تعليم أولادهم القرآن فهذه بادرة خير والشباب مقبل لا مدبر وهذا يؤكد أن المستقبل للدعوة الإسلامية
البنيان المرصوص
*ما الآمال التى يتمنى الشيخ حافظ أن تتحقق فى المستقبل القريب لمصرنا والأمة العربية والإسلامية؟
**أقولها لكم بكل صراحة إذا كنا فعلاً نحب الله ورسوله فما علينا إلا أن نعاهد الله تبارك وتعالى لنقف أمام أعدائنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وتوحيد صفنا وغايتنا وحبنا لمصرنا العزيزة ولمستقبلها ومستقبل الأمة العربية والإسلامية. ويجب أن نكون كما قال الله تبارك وتعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) وقوله تبارك وتعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ). دور بطولى
وماذا عن سيرتك الذاتية وعملك الوطنى والسياسى؟
ولد الشيخ حافظ على أحمد سلامة بالسويس في 6ديسمبر عام 1925أثناء الاحتلال الانجليزى وكنت الأبن الرابع لوالدى الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة.بدأت تعليمى بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذت في تثقيف نفسى في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرست العديد من العلوم الدينية
وشاركت في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس وكان لى دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهمت في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين
.بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء
أصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين القوتين واقعة تحت الاحتلال الانجليزي آنذاك
وكانت هجرة أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة والذي رفضت أن أهاجر معهم وفضلت البقاء في السويس وكان عمرى آنذاك 19 عاما وكنت أوفر نفقاتى من إدارتى لمحل الأقمشة الذي يمتلكه والدى وكنت أرسل الأموال للعائلة التي هاجرت إلى
القاهرة.
وشاهدت الحرب الدائرة بين القوتين في السويس وقدمت دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين