مقالات

حمدي رزق يكتب: بالأحضان

حمدي رزق يكتب: بالأحضان

حمدي رزق يكتب: بالأحضان
حمدي رزق

فضلًا عن الأحضان الأخوية الحارة بين سامح شكرى وزير الخارجية المصرى، و«مولود تشاووش أوغلو» وزير الخارجية التركى، مراجعة تصريحات الوزير التركى تَشِى بتحسن أكبر من هذا في العلاقات بين البلدين سوف يجىء، وفى الطريق بشريات بلقاء قمة مرتقبة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى، ورجب طيب أردوغان ‏بشر بها الوزير التركى في بهو وزارة الخارجية المصرية، وهذا خبر لو تعلمون عظيم.

هكذا العلاقات السياسية دومًا، بين متغير متحول وثابت صلب يُبنى عليه مستقبلًا، تُطوى صفحة كئيبة، وتُفتح صفحة جديدة، عنوانها كما هو ظاهر في الصورة «بالأحضان»، كناية عن زوال الجفاء الدبلوماسى.

مراجعة تصريحات الوزيرين تؤشر بأن الطريق باتت مُمهَّدة والعلاقات السياسية تسير سيرًا حسنًا إلى شراكة مثمرة، تفاهمات في الملفات العالقة، وتعاونًا لما فيه صالح الشعبين، واستثمارًا للفرص الاقتصادية المتاحة في القاهرة وأنقرة، العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتوقف يومًا رغم الجفاء التركى لسنوات مضت.

تخيل في العام الأخير فحسب، ارتفعت قيمة التبادل التجارى بين مصر وتركيا لتصل إلى ٧.٧ مليار دولار، مقابل ٦.٧ مليار دولار خلال عام ٢٠٢١، بنسبة ارتفاع قدرها ١٤٪، وفقًا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

إذا كان الصبر مُرًّا فعاقبته حلوة، الدبلوماسية المصرية الرشيدة تعتنق الصبر على البلاء والجفاء، حِبال الصبر المصرية طويلة، وتُعوِّل على العقل، وتُنحى الطارئ المتغير توكيدًا على الثابت والتاريخى، وكتاب التاريخ يقول بحكمة، لا عداء رغم جفاء، والود موصول، وسيأتى وقت تجرى فيه الأنهار العذبة في مجاريها، والحمد لله عادت المياه إلى مجاريها الطبيعية، ما بين القاهرة وأنقرة نهر جارٍ متجدد من المحبة رغم تقلبات السياسة الحادة سلبًا وإيجابًا.

التفاؤل المصحوب بالحذر مطلوب وبشدة، الطرفان يسلكان الطريق الشاقة نحو علاقات أخوية استفادة من دروس الماضى القريب استشرافًا لعلاقات مستقرة على ثوابت مصرية مرعية تُحاط بضمانات الاستمرارية والاستدامة.

ثوابت الدولة المصرية المستقرة حكمت العودة المشروطة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعلى قدر الاستجابة التركية كانت الخطوة المصرية انفتاحًا على بقية الملفات العالقة.

بالأحضان، خلفت صدمة عنيفة في معسكر الإخوان، تتخبط ركبهم تحت وطأة الأحضان المصرية التركية، فوق خيالهم المريض أن تُطوى صفحة الخلاف الذين عملوا عليها منذ خروجهم من مصر عام ٢٠١٣، خربوا العلاقات، وأساءوا إلى القيادات، ونشروا الفتنة، الإخوان إذا دخلوا قرية خربوها.

يقينًا، اسطنبول لم تعد (أرض الميعاد) للإخوان، سيهجرونها حتمًا إلى عاصمة المنبوذين (لندن)، وسيعمدون إلى تخريب العلاقات المصرية الإنجليزية، عادتهم ولا هيشتروها، ولكن الدرس التركى قاسٍ، الإخوان صاروا «ورقة كلينكس» تُلقى في سلة القمامة في أقرب مكَبّ نفايات، ورقة محروقة تخلف هبابًا يسود الوجوه.

الدوحة لفظتهم، وعادت العلاقات المصرية القطرية كسابق عهدها، والخرطوم أخرجتهم بليل كقُطاع الطرق ألقت بهم في عرض الطريق، واسطنبول لفظتهم تمامًا، وضيّقت عليهم في الفضاء الإلكترونى، وبرهنت على الود المتجدد بالأحضان.

خلاصته، بالأحضان ستعود العلاقات المصرية التركية كسابق عهدها، وقريبًا ستلفظهم لندن أو تلقى بهم في مكَبّ اللاجئين في «رواندا»، الإخوان كُتب عليهم الشتات في الأرض.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى