مقالات

حديث البلوغ مع الأبناء.. متى تبدأ الأم.. وكيف تُحسن البداية

حديث البلوغ مع الأبناء.. متى تبدأ الأم.. وكيف تُحسن البداية

حديث البلوغ مع الأبناء.. متى تبدأ الأم.. وكيف تُحسن البداية
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد

يُعد الحديث عن مرحلة البلوغ من أصعب وأهم الأحاديث التي تخوضها الأم مع أبنائها. فهذه المرحلة ليست مجرد تغييرات جسدية، بل تحولات نفسية واجتماعية تمهّد لدخول الطفل عالم المراهقة. وهنا يأتي دور الأم لتكون الدليل الآمن والمصدر الموثوق، قبل أن يلجأ الطفل إلى مصادر أخرى قد تكون مضللة أو مربكة.

متى تبدأ الأم الحديث عن البلوغ؟

الوقت المثالي يختلف من طفل لآخر، لكنه غالبًا يكون ما بين عمر 9 إلى 12 عامًا، أي قبل بداية التغييرات الجسدية الفعلية. من الأفضل أن يكون الحديث استباقيًا، لا كرد فعل لتساؤلات الطفل أو تغيراته المفاجئة.

 • للبنات: غالبًا ما يبدأ التغير من سن 9-11، لذا يُفضّل بدء الحديث في سن 8 أو 9.

 • للأولاد: تبدأ التغيرات لاحقًا قليلاً، بين 10 و13 عامًا، ويمكن التمهيد من عمر 9 سنوات.

حديث البلوغ مع الأبناء.. متى تبدأ الأم.. وكيف تُحسن البداية
صورة ارشيفية

كيف تبدأ الأم هذا الحديث الحساس؟

 1. اختاري الوقت المناسب:

اختاري وقتًا هادئًا وخاليًا من التوتر، مثل نزهة أو وقت خاص بينكما، واجعليه جزءًا من حوار وليس “محاضرة”.

 2. استخدمي لغة بسيطة وصادقة:

تحدثي بلغة تناسب عمر الطفل، وابتعدي عن المصطلحات المعقدة أو المحرجة، لكن لا تخفي الحقائق.

 3. ابدئي من الجانب العلمي:

اشرحي التغييرات التي تحدث في الجسم بطريقة علمية وبسيطة، مثل نمو الثديين أو الحيض عند البنات، وخشونة الصوت أو نمو الشعر عند الأولاد.

 4. تحدثي عن المشاعر، لا الجسد فقط:

البلوغ لا يقتصر على الجسد، بل يتضمن مشاعر جديدة كالخجل، أو الارتباك، أو الرغبة في الخصوصية. طمئني الطفل أن كل هذا طبيعي.

 5. أجيبي على الأسئلة بثقة وهدوء:

لا تترددي أو تتجنبي الأسئلة، فكلما كنتِ واضحة، شعر الطفل بالأمان وازداد قربه منكِ.

 6. أكّدي على القيم والأخلاق:

لا تكتفي بالمعلومة البيولوجية، بل اربطيها بالقيم الدينية والاجتماعية، كالعفة، والاحترام، والخصوصية.

حديث البلوغ مع الأبناء.. متى تبدأ الأم.. وكيف تُحسن البداية
صورة ارشيفية

لماذا يجب أن تكون الأم هي البادئة؟

 • لتضمن وصول المعلومات الصحيحة.

 • لتربط بين المعرفة والتربية.

 • لتعزز علاقتها بأبنائها وتفتح باب الثقة والحوار المستمر.

 • ولتحمي أبناءها من الوقوع ضحية معلومات مشوشة من الإنترنت أو الأصدقاء.

خلاصة القول، الحديث عن البلوغ ليس حدثًا عابرًا، بل رحلة تربية ومرافقة تبدأ مبكرًا وتستمر تدريجيًا. الأم الواعية تدرك أن الحديث في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، يصنع فارقًا في ثقة الطفل بنفسه، ويحميه من التشتت والقلق في مرحلة دقيقة من عمره.

كوني أنتِ المصدر الآمن لطفلك… فالكلمات التي تزرعينها اليوم، تُثمر أمانًا ونضجًا غدًا.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى