مقالات

حمدي رزق يكتب: «البيان يبان من عنوانه» 

حمدي رزق يكتب: «البيان يبان من عنوانه» 

حمدي رزق يكتب: «البيان يبان من عنوانه» 
حمدي رزق

بيان الخارجية المصرية المعتبر (لا للتهجير.. لا تصفية القضية الفلسطينية) حصد تأييد غلاة المعارضين، ومجموع المحبين، حاصل الجمع يجبر المجموع الوطنى فى واحد، الكل فى واحد، مصر على قلب رجل واحد، هكذا دأب المصريين فى المنعطفات التاريخية، صفا واحدًا يصلى صلاة مودع فى حب الوطن.

لهجة البيان الواضحة.. صارمة، وصياغته محكمة، وسطوره تعبر بصدق عن موقف المصريين شعبا وقيادة وحكومة رفضا لمخطط تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسرى لنحو مليونى فلسطينى يعيشون فى أرض فلسطين التاريخية.

نصا من البيان: «وتشدد جمهورية مصر العربية على أنها ترفض تماما أى طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلى أو نهائى».

الرفض وحده لايكفى، الرفض متبوعًا بالتحذير من تداعيات تلك الأفكار (الشيطانية) التى تعد إجحافا وتعديا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.. ولن تكون مصر طرفا فيه (فى المخطط الصهيونى الخبيث).

لن تكون مصر طرفا فيه، وتتطهر، وترفع ثيابها وتترفع وتنذر وتحذر، العواقب وخيمة، معلوم البيان يبان من عنوانه، وعنوان البيان، العمل على إنهاء الاحتلال الاسرائيلى بصورة فورية واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه غير القابلة للتصرف وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.

قطع البيان الصارم قول كل إخوانى عقور، حلاف هماز مشاء بنميم، راجع قنوات إخوان الشيطان المعادية، بنت على تصريحات الرئيس الأمريكى «ترامب» بناية من الكذب، خلوا من الوطنية، مزايدة رخيصة على موقف مصرى وطنى شريف فى زمن عز فيه الشرف. لسان الحال فى البيان، مصر الكبيرة التى قالت (لا) لمخطط التهجير، منذ أول يوم فى حرب طوفان الأقصى، وعلى الهواء مباشرة وعلى لسان الرئيس السيسى، وفى حضرة وزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن»، ومصر تحذر مجددا تل أبيب ومن ورائها واشنطن، من مغبة التصريحات العدائية الصادرة عن وزراء نافذين فى الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه.

فى واشنطن عقلية استعلائية، وفى إسرائيل عقلية استيطانية، عقول العصافير، بالأدق غربانا ينقرون الأدمغة الخاوية بكذب مفضوح، يتحدثون عن «الهجرة الطوعية»، ولسان الحال شعبيا «طوعية دى تبقى خالتك»!!.

فاكرين الفلسطينيين ومن حولهم العرب، هبل وداقين عصافير بتطير، عن أية هجرة طوعية يتحدثون، الهجرة بمجرد وقف إطلاق النار، باتجاه الشمال، من رفح إلى شمالى القطاع، فى مشهد تاريخى يذكرك بمشهد الحجيج على جبل عرفات.. بقدسية المشهد وجلالة.

الخارجية المصرية بلسان القيادة المصرية الشريفة صبرت (هنيهة) على تصريحات الرئيس «ترامب» لعل وعسى يرعوى عن غيه، يَرْجِعَ ويثوّب إليى رشده، ويحط عقله فى رأسه، والتعويل على مداولات لاحقة سيكون مسرحها البيت الأبيض.

مصر فى المقابل، تعتبر التصريحات الخرقاء التى قال بها وزير الدفاع الإسرائيلى «يسرائيل كاتس»، بخطة لتسهيل «المغادرة الطوعية» لسكان غزة، خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولى بل وتستدعى المحاسبة، وبيننا معاهدة سلام على المحك مستوجب احترامها، حط عقلك فى راسك تعرف خلاصك..!!

فيلم «التهجير» الذى يحتل الشاشات العالمية، قد يكون فكرة ترامب عن صهره كوشنر، لكنه يقينا سيناريو نتنياهو، وإخراج الوزير كاتس، ومصر لم ولن تشارك فى الفيلم الصهيونى، ولم ولن تكون جزءا من أى مقترح لتهجير الفلسطينيين.. وستعمل مع الشركاء المحترمين لإعادة بناء غزة دون مغادرة فلسطينى صامد فى أرضه، غزة بيتهم ومطرحهم وأرضهم التاريخية المروية بدماء الأجداد والآباء والأحفاد..

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!