الدين معاملة

الأوقاف .. القرآن الكريم معجزٌة .. وكرم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة

اقرأ في هذا المقال
  • الأوقاف .. القرآن الكريم كتاب الجمال والكمال فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب
  • اليتيم قد يكون غنيًّا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته
  • وزير الأوقاف.. تحدث عن المرأة وحقوقها وعن الميراث

الأوقاف .. القرآن الكريم كتاب الجمال والكمال فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب

الأوقاف
الأوقاف.. الدكتور محمد مختار جمعة

الأوقاف على لسان الدكتور محمد مختار جمعة .. يؤكد أن القرآن الكريم كتاب الجمال والكمال، ومن جوانب الجمال والكمال في القرآن الكريم الجمال والكمال البلاغي والأسلوبي، حيث يهجم الحسن عليك منه دفعة واحدة، فلا تدري أجاءك الحسن والجمال من جهة لفظه أم من جهة معناه، فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.

واستشهد وزير الأوقاف، في تصريحات اليوم الجمعة، ببعض النماذج البلاغية في القرآن الكريم، والتي منها: كلمة “إِصْلَاحٌ ” في قوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ “، فلو نقبنا في اللغة العربية على طولها واتساعها، فلن نجد كلمة واحدة تقوم مقام كلمة الإصلاح وتسدّ مسدّها، فبعض الناس يتحدثون عن كفالة اليتيم، والعناية به، فنقول: ” اليتيم قد يكون فقيرًا فيحتاج إلى الإطعام أو الكسوة أو المسكن أو نحو ذلك، فيكون الإصلاح لليتيم الفقير أن يوفر له طعامه، أو كسوته، أو المسكن اللازم له أو نحو ذلك.

اليتيم قد يكون غنيًّا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته .

وقد يكون اليتيم غنيًّا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته، فيحتاج إلى من يقوم على صناعته وتجارته وزراعته، فيكون الإصلاح القيام بذلك والعناية بأمواله والحفاظ عليها واستثمارها، ويقضي له ما يحتاج إلى قضائه، وقد يكون اليتيم غنيًّا وله من يقوم على رعايته واستثمار ماله وإنما يحتاج إلى الرحمة وحسن المعاملة وأن يكون كل إنسان له أبًا، فإذا ذهب إلى الطبيب وجد أبًا حانيًا، وإذا ذهب إلى المدرسة وجد أبًا حانيًا، فيكون كذلك في كل شئون الحياة.

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):” «مَنْ مَسَحَ رَأْسَ الْيَتِيمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ حَسَنَةً”، وقد يحتاج اليتيم إلى التهذيب والتقويم والتعليم من كافله أو ولي أمره، وأن يجعله في ذلك كولده، يقول (صلى الله عليه وسلم):” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى ”، ويقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ” أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول لها: ما لك؟ ومن أنت ؟! فتقول: أنا امرأة تأيمت على أيتام لي ”، فكفالة اليتيم -أي يتيم- تجعل لصاحبها هذا الثواب.

” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ”

ويقول الله سبحانه وتعالى:” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ” ويقول سبحانه: ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا “، ويقول سبحانه:” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، فجعل أول صفاته أنه يدُع اليتيم ويقول (صلى الله عليه وسلم):” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” فإن واجب الوقت هو إطعام الطعام، وقضاء حوائج المحتاجين .

وذكر وزير الأوقاف أنموذجًا آخر لبلاغة الكلمة القرآنية، وذلك في قوله تعالى:”وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ”، ويقول تعالى:”وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”، فعند الحديث عن أهل جهنم جاءت كلمة ” فُتِحَتْ ” بدون واو، بينما جاءت في الحديث عن أهل الجنة ” وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو، قال بعض العلماء: إنها واو الحال، والمعنى: جاءوا الجنة والحال أنها مفتوحة أمامهم وهذا من إكرام الله تعالى لعباده المؤمنين، “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ” .

وزير الأوقاف.. تحدث عن المرأة وحقوقها وعن الميراث

وأبرز من النماذج البلاغية ما ورد في سورة النساء من أحكام المواريث، والتي ختمها سبحانه وتعالى بقوله: ” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ”، والحد: فاصل بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام، ” وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ”، بأن يحرّف، أو يبدّل، أو يغيّر، أو يتدخّل في تقسيم الله تعالى، ” يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ”.

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِثٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ “، ولم يقل (صلى الله عليه وسلم): قسمت أنا، وإنما نسب القسمة إلى الله تعالى، فإن الله لم يترك أمر الميراث لأحد من خلقه، فإن الله تعالى قسم لكل وارث حقه، فمن منع وارثًا حقه منعه الله تعالى جنته يوم القيامة، والذي يتدخّل ويغيّر ويبدّل فيعطي هذا ويمنع هذا وبخاصة من يحرمون المرأة من حقها في الميراث، كأنه يقول (والعياذ بالله تعالى): تقسيم الله تعالى لا يعجبني، أو يقول: أنا أقسم تقسيمًا أحسن من قسمة الله تعالى ؛ لأنه إذا كان يرضى بتقسيم الله تعالى فلماذا يتدخل فيما قسمه الله (عز وجل)؟.

وأوضح وزير الأوقاف أن من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم مخاطبة المؤنث فيه بلفظ المذكر في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام)

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى