الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده ؟

الشيخ/ محمد رمضان الأزهري

وهل للنساء أحكام تميزها عن الرجال؟

قامت الشريعة الاسلامية على أركان ومقاصد ، ومن بين تلك الأركان ركن الحج ، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من إستطاع إليه سبيلا ))

وقد فرض الله سبحانه وتعالى ركن الحج في السنة التاسعة للهجرة ، فيقول سبحانه في سورة آل عمران (( ولله على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلًا))

فكان في هذه الشعيرة معانٍ عديدة وتقويم سلوك فضلا على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من البخاري ومسلم (( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق وجع كيومِ ولدته أمه ))

والحج في لغة اصطلاح العرب هو : قصد مكة تعبدًا لله في زمن مخصوص لعمل مخصوص.

وحكمة مشروعية الحج : منذ أن رفع نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل قواعد البيت كما أمرهم الله سبحانه وتعالى ولايزال الناس يحجون إليه ، ولن يقطع سبيل الحجيج مادام هناك مؤمنًا ، فإذا أنقطع سبيل الحجيج فعلم أن الأشرار وحدهم هم من على ظهر تلك الأرض، فأسرار الحج وفوائده وحكمته لن يدركها إلا مؤمن.

ومن هذه الحِكم

١- أن الحج فيه أداء شكر لله شكر على نعمة الإسلام والصحة والعافية والمال وهما من أعظم النعم التي يدركها الإنسان

٢- في الحج إظهار التذلل لله في جميع المشاعر من طواف وسعي ووقوف بعرفة والمزدلفة ومِنى ، وفيه تدريب للنفس على الوصول إلى أعلى مراتب الإيمان.

٣- للحج أيضًا حِكمة هامة ألا وهي أن الحج مكان إجتماع الكثير من المسلمين بمختلف ألوانهم وأجناسهم وثقافتهم وأعرافهم سواء كان هذا في الحج أو في صلاة الجمع والجماعات والأعياد فإجتماع المسلمين الذي أمر الله به أصبح شكلًا ومعناً في أعظم مؤتمر إسلامي يتكرر كل عام في مواقيت معلومة.

من هذه الأهداف:

١- أنه إمتثال لأوامر الله وفيه تحقيق للتقوى

٢- رحلة الحج من البداية إلى النهاية تذكير بالرحلة إلى الآخرة وقيام الناس إلى المحشر.

٣- التأسي بالنبي إبراهيم عليه السلام حين أذن في الناس بالحج وأدى المشاعر التي أمره الله بالقيام بها.

٤- في الحج تتجلى المساواة التي ينادي بها الإسلام في أبها صورها.

٥- في الحج منافع كثيرة وفوائد جليلة للفرد والمجتمع والأمة الاسلامية لو أحسن المسلمون الإستفاده منها.

قال تعالى (( ليشهدوا منافع لهم ))

وكما أن للحج حكمة تشريع ومقاصد وأهداف فإن للحج فوائد عظيمة

من هذه الفوائد وأعظمها : تكفير ومحو الذنوب بالكلية فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) متفق عليه من البخاري ومسلم.

ومن فوائد الحج يهدم ما كان قبله من الآثام والكبائر وحتى الشرك بالله

فعن عمرو بن العاص قال : لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسُطْ يمينك لأُبايعَكَ ، فبسط يده فقبضتُ يدي ، فقال : مالك ياعمرو ؟ ! قال : أردتُ أن أشترط . قال : تشترطُ ماذا ؟ قال : أن يُغَفَر لي . قال : أما عَلمتَ ياعمرو ! أنَّ الإسلام يهدِمُ ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ماكان قبلها ، وأن الحج يهدم ماكان قبله ؟ . رواه مسلم.

وهناك أعمال تعدل أجر الحج في الجزاء لمن لم يكتب الله تعالى لهم الحج في هذا العام أو حبسه العذر عن أداء هذه الشعيرة العظيمة

١- المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ )) رواه الترمذي بسند صحيح.

٢- حضور صلاة الجماعة والمشي إلى صلاة التطوع : فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن أبي أُمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من مشيَ إلى صلاةٍ مكتوبة في الجماعة فهي كحجةٍ ، ومن مشيَ إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلةٍ

٣- عمرةٌ في رمضان : فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لإمرأةٍ من الأنصار يُقال لها أُمُ سِنان (( ما منعك أن تكوني حججتِ معنا ؟ قالت : ناضحَانِ كانا لأبي فلان – زوجها – حجَّ هو وابنُهُ على أحدهما ، وكان الآخر يَسقي عليه غُلامنا ، قال صلى الله عليه وسلم (( فعمرةُ في رمضان تقضي حجّةً أو حَجًةً معي )) مسلم والناضح هو الجمل.