الدوحة الخامسة عشر ..”رمضان وثمرات الإيمان” بقلم: د.ياسر أحمد العز
من آثار وثمرات الإيمان كثرة تلاوة القرآن فالقرآن. يربي صاحبه دون أن يشعر: فيزيد إيمانه.ويطمئن قلبه. وتسعد حياته.ويقنع رزقه وتظهر فصاحته ويقل لغوه وتستنير نفسه . فوالله إن من أجل النعم أن يرزقك الله إطالة النظر
بالمصحف .. وأن يمن عليك بالتقلب بين صفحاته والارتحال بين معانيه .. وأن تلامس آياته شغاف قلبك وأن يهتزفؤادك لوقع حروفه ومعانيه وأن تخشع جوارحك لإقامة حدوده ) فكن تاليا أو مستمعا للقرآن لتنهل من فيوضات ورحمات وبركات وخيرات
الاستماع الى القرآن
القرآن .(يقول أحد العارفين :ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى:(وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)..قلت هذا السامع فما بالك بالقارئ ..وما بالك بالحافظ….وما بالك بالمعلم ..و ما بالك بالمتدبر وما بالك بالعامل ( هُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ..) (يقول أحد الصالحين عش مع القرآن تغنم فهو كالصاحب كلما طالت الصحبة بينك وبينه. كلما عرفت كثيرا من أسراره فالصاحب لا يعطي سره لمن جالسه دقائق. ثم انصرف بل يعطي سره لمن داوم على مجالسته وحرص على مرافقته..).
إن صوارف الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة. جعلت كثيرا منا يهجر القرآن فلا نقرؤه إلا بين العام والعام .. كثير من الناس لاسيما الشباب رخصت عنده الآخرة. فلا يجد نصف ساعة في يومه ليقرأ فيها جزء من القرآن. بينما يتصفح حسابه على الفيسبوك وتويتر عدة ساعات كل يوم بلا كلل ولا ملل القرآن يسبِقك إلى قبرك وهاتفك أول ما يُسحَب منك عند موتك. فكم قُضِيت أوقاتاً مع الإثنين ؟.
حقيقة تحتاج منا الى تأمل (إن من روائع سلفنا ماقاله أبو الجوزاء : نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن) إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة كالأرض إن سبخت لم يحيها المطر موعظة كالأرض إن سبخت لم يحييها المطر .
علامات الإنتكاس
من علامات الانتكاس أن تسمع الأذان فلا تجب وأن تفوتك الصلاة ولا تُبالي وأن تهجُرَ القرآن ولا تخاف وأن يضيع منك الثواب فلا تهتم وأن تفعل الذنب ولا تحزن وأن تُحرم من الصُحبة الصالحة ولا تفتقدها وأن لا يكون لك ورد من قرآن أوذكر ولا تستوحش” فاللهم ثباتاً فإن القلوب بيدك.. (يقول الشيخ علي الطنطاوي :وإن سألوك يوما: لماذا أنت حزين؟أجب بصدق وقل: قليل الاستغفار، هاجرٌ للقرآن) قُلْ لِلَّذي هجرَ الكِتابَ وما تَلا فـي يَومـهِ وردًا مِـنَ القُـرآنِ أتُراكَ تُبصِرُ للسَّعـادةِ مَوطِنًا أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ.. (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا