الدين معاملةمقالات

العارف بالله طلعت يكتب : أياكم وزنا المحارم

العارف بالله طلعت يكتب : أياكم وزنا المحارم

العارف بالله طلعت يكتب : أياكم وزنا المحارم
العارف بالله طلعت

أن زنا المحارم حرام شرعًا ومن أكبر الكبائر التى نهى عنها الله سبحانه وتعالى، ووعد فاعلها بالعقاب العظيم، حيث أن حدوث هذه الفاحشة يبدأ من خلال التحرش الذى يكون فى أول الأمرغير مقصود، كالنظرة إلى أماكن العورة، الأمر الذى يجر إلى أمور أكبر، وهى المعاصى التى تثير الغرائز لفعل هذه المصائب، حيث يكون الفرد فى حالة لا يفرق فيها بين المرأة الأجنبية وبين أمه أو أخته. وفي الحقيقة وطبقاً للشريعة الاسلامية فإنه يجب تطبيق أشد العقوبة بحق مرتكب هذه الجرائم، خاصة وأنه ارتكب جريمة الزنا وفي المحارم، وعقوبة مرتكب ذلك وهو محصن الرجم حتى الموت. أما في حالة كونه غير محصن فيجلد ويغرب. وفي حاله ثبوت ذلك الفعل بالتقرير الطبي أو قول وتلميح الضحية أو المجني عليه، ولكن ليس وفق المعايير والاشتراطات الشرعية، بأن يقر الجاني بفعله أو يراه ويشهد أربع شهود عدول وغيرها، فان الحكم يأتي بناء على رؤية القاضي للقضية، أي تعزيزا.

ومن باب الوقاية ترشيد مشاهدة الأفلام وخاصة الأفلام التي تظهر فيها مناظر الإثارة، فإن إدمان المشاهدة يولد عند الولد والفتاة رغبة في الفعل، فيكون لدى الولد أو الفتاة الاستعداد لقبول التحرش من الغير دون وعي، بل تحت تأثير المناظر التي يشاهدونها في الأفلام الخليعة ويأتي تحريم الإسلام للزنى واللواط من الوقايات الحامية من الوقوع في التحرش الجنسي وقبوله لدى الصغار، ومنهج القرآن يعد مانعا لهذا الفعل، حين حرم مقدماته، فليس الزنى وحده هو المحرم، بل كل المقدمات من التقبيل واللمس والنظرة المريبة وغيرها من المقدمات محرمة، ولخطر هذه الجريمة على الإنسان والمجتمع جعل الإسلام حدا لها، لا لأجل تطبيقه في ذاته، وإنما ليكون مانعا لاقترافها وإتيانها، فمن اقترف جريمة الزنى وكان محصنا رجم حتى الموت، ومن أتاها ولم يكن متزوجا جلد مائة جلدة، وفي ذلك الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) وقبل هذا العقاب الإلهي يجب أن يكون الوازع الديني الحصن الذي تحتمي به الفتاة من التحرش الجنسي لها من الآخرين.وفي غرس الخوف من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن أكبر حماية للمجتمع صغيرِه وكبيرِه من أخطبوط التحرش الذي ينتشر بكثرة، وإن كان خافيا لا يظهر بشكل كبير، لأسباب اجتماعية ونفسية.أن وسائل الإعلام الخاصة والمرئية منها جزءًا من المسئولية، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها أصبحت تلعب دورًا كبيرًا فى انتشار مثل هذه الجرائم الخطيرة بتقديمها برامج وأغانى إباحية تداعب الغرائز وتنميها لدى بعض الأفراد غير الأسوياء، حيث أن أفلام الرذيلة والسموم التى تدس فى الدراما، ونشر الأفلام غير العربية التى تعتبر ممارسة مثل هذه الأفعال شيئًا طبيعيًّا، هذه كلها دوافع لارتكاب الجريمة، وفى الوقت ذاته يتم الإفلات من القانون بسهولة، حيث أن الخلافات الأسرية بين الأزواج الناجمة عن عدم تنظيم الأمور الجنسية والتى تعد أبرز دوافع الخيانات الزوجية سواء مع ابنته أو غيرها.ومعظم حالات اعتداءات الآباء على بناتهم لا تصل للقضاء وتبقى طى الكتمان لسنوات لوعى الفتاة بأنها إذا فضحت الأمر ستدمر الأسرة فهى تعى تأثير كشف السر على الأسرة فتفضل السكوت إلى أن تكبر وتتزوج أو تهرب 

ومن أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة في المجتمع يرجع إلى ضعف الوازع الديني أو انعدامه وفشل المدرسة في التربية على القيم والأخلاق وغياب دور الأسرة في التوعية وانتشار المواقع الإباحية.وتراجع دور الأسرة خصوصا دور الأب داخل الأسرة, ضياع مفهوم الأبوة في مقابل مفهوم الصديق بحيث تسعى عدد من النظريات التربوية الغربية إقناع المربين بأن أهم عنصر مساعد على تربية الأبناء هو الذي يعتمد الصداقة بين الأباء و الأبناء إلى درجة يغيب معها مفهوم الأبوة مطلقا بالبيت, ففي غياب توازن بين أن يكون الأب صديقا تارة و أبا تارة أخري قد يؤدي إلى سلوكيات جنسية شاذة و منحرفة, حيث نبه عدد من الخبراء التربويين إلى بعض المفاهيم الدخيلة في فنون التربية التي تصور أن سلطة العائلة تكمن في يد من يملك مالا مهما كان زوجة أو بنتا أو أختا أو إبنا و هذا ساهم في بناء أسرة هشة غير مترابطة شكلت مناخا خصبا لسلوكيات منحرفة منها زنا المحارم.

كما إن أطفال زنا المحارم، لا يتم تسجيلهم بأي أسماء تابعة للأب أو الأم، بل تتكفل به الدولة، حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعي بإيداعه في أحد دور الأيتام، وهنا تتولى مسئوليته من الإنفاق عليه، واختيار اسم له، ويتم معاملته معاملة الأيتام.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى