الرجل المخلوع .. بقلم: العارف بالله طلعت
تشير بعض الدراسات التي أجرتها الدكتورة سهير كامل أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية إلي أن قانون الخلع رغم انه ساهم في رفع المعاناة عن النساء واطلق حريتهن فإنه قد قيد حرية الرجل المخلوع وكانت نسبة النساء الرافضات الزواج برجل مخلوع بلغت اكثر من 61% في عينة الدراسة.
ولم يكن قانون الخلع عندما خططه المشرع المصري علي اساس من الشريعة الإسلامية والدستور بما يجعل حق الأفراد مكفولاً في الحرية في عقد الزواج والمساواة بين الرجل والمرأة في هذا الحق. ولم يكن يعتقد أن هناك آثارا سلبية قد تحوط هذا القانون فور إطلاقه ولم يكن من المتوقع أن يظهر في نوع جديد من السباب التي تلحق بالرجل المخلوع تفقده الاعتبار وتغير نظرة المرأة إليه.
والدراسة شملت بعض القرى والنجوع والمدن الكبري في مصر ظهر أن نسبة كبيرة من النساء في المدن الكبري ما زالت تعتقد ان الرجل يفقد اعتباره وربما جزءاً من رجولته إذا لم يطلق هو زوجته بإرادته فإذا خلعته المحكمة من الزوجة القديمة ظهر ان هناك صعوبات في ان تتقبل النسوة الزواج برجل خلعته زوجته من قبل.
الدراسة
وأظهرت الدراسة أيضاً (علي عينة في 7 قرى في صعيد مصر) أن نسبة عالية وصلت 89% من النساء والفتيات والأهل ترفض الارتباط بزوج مخلوع حتي إن كان من أبناء القرية الذين يعيشون في المدن الكبري كالقاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنيا هؤلاء يرفضون ربط مصير بناتهم بزوج تم خلعه من قبل إضافة إلي أن مجموعة كبري من النساء ترفض الزواج بزوج مخلوع علي اساس أنه فقد جزءاً كبيراً من شخصيته الاعتبارية.
وفي قرية صغيرة في صعيد مصر (قرية طوخ المنيل) تبعد عن مدينة المنيا بحوالي 14 كيلو متراً رفضت معظم النساء (المطلقات أو الفتيات) الزواج من أي رجل خلعته زوجته ووصلت نسبة الرفض إلي 100% كما جاء بالدراسة وتنوعت الأسباب التي ادعتها العينة سبباً لهذا الرفض ومنها عدم احتمال الحياة مع رجل مخلوع و نظرة المجتمع للرجل الذي رفضت امراته العيش معه والتساؤل حول الأسباب التي جعلت زوجته ترفض العيش معه .
واظهرت الدراسة أيضاً أن الرجل المخلوع الذي رفضت زوجته العيش معه بعد حياة زوجية قائمة يعتبر من وجهة نظر العينة محل الدراسة نموذجاً غريباً لا يمكن الإعتماد عليه في حياة زوجية جديدة بينما المرأة المطلقة رغم ان نظرة المجتمع هناك إليها في تلك المناطق نظره حذرة لكنها في الوقت نفسه لا تساوي النظرة للرجل الذي أنهت زوجته حياتها معه .
الاهل والاقارب
وأن نسبة كبيرة من الأهل والأقارب وأولياء الأمور يجدون المسألة صعبة في ان يتعايشوا مع زوج ابنتهم أو الذي تقدم لخطبتها وقد خلعته زوجة اولي وقد تقل هذه النسبة إلي أعداد تتراوح بين 45% و59% بينما كانت نسبة الرجال الذين لا يتقدمون لخطبة فتاة من نفس العينة خوفاً من رد فعل أهلها ورفضهم التام والمؤكد زادت عن 49% في نفس العينة .
وأن آثار قانون الخلع غير المرغوبة التي أشارت إليها الدراسة أثيرت بشكل كبير علي عدة جوانب خاصة بالمرأة والفتاة والمرأة في الريف كذلك أثرت علي ان نسبة العنوسة في حالات معينة وفي ظروف معينة تتأثر علي أساس ان كثيراً من الفتيات في بعض المناطق كانت آراؤهن تشير إلي تفضيلهن كونهن عوانس علي الزواج بزوج مخلوع.
وقد ذكرت لى بعض النساء أن لهن تجارب مريرة في قضايا الخلع وذكرت (كريمة 0ط) قصة خلعها من زوجها الذي اشتدت بينهما الخلافات قائلة: تضاعفت الخلافات بيني وبين زوجي بعد زواج دام 3 سنوات لدرجة أصبحت استمراريتي معه أمراً مستحيلاً فطالبته بالطلاق ولكنه رفض بشدة بل وتزوج علي بأخرى وبدأ يعذبني ويسبب لي أهانات وتعذيباً نفسياً واشترط لكي يطلقني أن أدفع له مبلغ المهر الذي قدمه لي وأعيد إليه جميع أثاثه وحاجياته وتحكى (منى – ك) تزوجت وأنا في الواحد والعشرين من العمر على رجل في الخمسين ولم أنجب منه سوى بنت واحدة بعد عشر سنوات تبين لي أنه كان يخطط لتزويج ابنتي من شقيق زوجته الأولى والذي كان معروفاً بسكره وحين عرفت بهذه النية الخبيثة طلبت منه الطلاق فرفض ووصلت المسألة إلى درجة إهانة البنت الصغيرة وتوبيخها بدون أسباب فقررت أن أخالعه وخلال أربعة أشهر فقط استعدت حريتي واحتضنت ابنتي.
قضايا الخلع
ومن جانب ذكر بعض الرجال أن لهن تجارب مريرة في قضايا الخلع: وقال (محروس. م . ) قدمت دعواها أمام القاضي بأني رجل بخيل ونسيت ـ شأنها شأن كل النساء ـ حجم المسؤولية الذي يقع على عاتقي والمشكلة ليست في كوني بخيلاً في نظرها بل إنها أسرت محاميها بالضعف الذي أعانيه بسبب إصابتي بالقلب تنازلت بعد عشر سنوات غربة عن زوجتي وأطفالي لأجلها ثم تطلب الخلع بكل بساطة وتركتني وحيداً.