عالم الفن

العرض المسرحي ” ضفاير ” يدافع عن حقوق المرأة في المجتمع

العرض المسرحي ” ضفاير ” يدافع عن حقوق المرأة في المجتمع

العرض المسرحي " ضفاير " يدافع عن حقوق المرأة في المجتمع
مسرحية ضفاير

تزامناً مع يوم المرأة العالمي وحلول شهر رمضان الكريم ، قدمت فرقة حلاوة شمسنا العرض المسرحي ” ضفاير ” الذي يناقش وضع المرأة وحقوقها التي تهدَر مرة بإسم الدين وأخرى بإسم العادات والتقاليد .

تعد رسالة العرض المسرحي « ضفاير » جريئة على المستوى الديني والإجتماعي والثقافي ، وقد قدم العرض مشكلات المرأة المصرية من خلال أسلوب المسرح التفاعلي الذي عرض في ” صالون مايكل الأسواني الثقافي ” ، في سابقة جديدة من نوعها ، وتحت شعار ” مواهب بلا حدود في حب مصر ” وذلك ضمن ” المهرجان الدولي الأول لنجوم المواهب المصرية ” .

العرض المسرحي ” ضفاير ” بطولة كلاً من :
أحمد عبد الصبور ، جورج ناجي ، ماري هاني ، ماريان صادق ، نيفين نبيه ، ياسر الشال ، محمود المصري ، عمر شعبان ، خالد يوسف ، سوزان عبد الوهاب ، شمس رضا ، سلوى الشوادفي ، بسمة أبو العزم ، منى المحمودي ، كاندي أمجد ، جاسمين فادي ، محمد أحمد ، شيرين الشافعي ،،، وغناء كلاً من : ” عمر شعبان ” و ” نور ” ،،، والعرض المسرحي تحت إشراف كلاً من : ” رفيق يسى ” ، و ” مارجو رؤوف ” ،،، ومن تأليف وإخراج : ” ناجي عبد الله ” .

تشغل المرأة منذ فجر التاريخ ، حيزاً كبيراً من الأساطير والحكايات الشعبية ، وصورتها الحضارات القديمة بعدة صور وأشكال متباينة ، فتارة تظهر إلهة للخصوبة والنماء والتضحية ، وتارة أخرى شيطاناً ، وفي أوقات تكون منقذاً ورمزاً للبطولة ، والمتتبع للتاريخ الإنساني يدرك أن نظرة المجتمعات للمرأة على إمتداد التاريخ تراوحت في عمومها بين الدونية والسمو .

وبغض النظر عن صورة المرأة النمطية أمام المجتمع ، وفي نظر الرجل ، فإنها لم تكن بمنأى عن دائرة الأدبيات والفنون المختلفة ، وكانت محوراً لأعمال سردية كثيرة ، وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك إتجاه أكبر لتصوير ثورة المرأة التحررية ، في سبيل تخلصها من قيود المجتمع وميراثه الطويل .

وبهذا يمكن النظر إلى عديد من التجارب المسرحية التي إتخذت من ثورة المرأة التحررية وسيلة للوصول إلى غايته ، ومنها العرض المسرحي ” ضفاير ” الذي يتطرق إلى مسألة حقوق المرأة وحريتها ، إضافة إلى بعض إنتقادات عابرة للعديد من المظاهر السلبية في المجتمع ، والوقوف كسدٍّ منيع في وجه إمتهان حقوق المرأة ، وكبح جماحها في الحصول على حقوقها .

العرض المسرحي ” ضفاير ” منذ اللحظة الأولى يأخذك إلى مضامين دينية وفلسفية ، عبر إستخدام رموز وتشكيلات لوحية بأجساد الممثلين لتعزيز الشعور بأن ما يتبع ذلك حالة عامة تخص المرأة بغض النظر عن بيئتها وإطارها الإجتماعي والمعرفي ، وكتمهيد للدراما التي تأخذك سريعاً إلى عدد من النسوة لديهن قصص معاناة مختلفة ، عبر سلسلة من المواقف والصراعات المعتمدة على أبعاد مختلفة لا تخلو من مساحة حية لتفاعل المتلقين .

إستطاع أبطال العرض المسرحي ” ضفاير ” تقديم أدوار مركبة عن المرأة والرجل معاً ، مجسدين حالة الإنفصام التي يعانيها الجنسان في مجتمعاتنا العربية ، إما لأمور تتصل بالبيئة والنشأة ، أو لرواسب إجتماعية وثقافية وأعراف بسطت سلطتها حتى إستلبت الجميع ، مقدماً مساءلة واضحة لسياقات وضعت المرأة منذ الصغر في ظروف قهرية ، بينما تتظاهر بأن لها حقوقاً مُحصّلة بالفعل ، أما في العمق فإنها لا تتوقف عن تعزيز سلطة الذكور وتغذية ماكينة القمع ، وحصر النساء في مساحة الجسد ووسيلة المتعة والمفعول به إجتماعياً …

رغم نمطية الأحداث والمواقف ، تطرق العرض المسرحي ” ضفاير ” لعدة قضايا مهمة ، لا سيما حقوق المرأة وحريتها ، وإنتقاد مظاهر سلبية تعانيها الثقافة العربية ، تُلخص حالة السجن والحصار المجتمعي وقيود الأعراف والتقاليد والعادات في رسالة مباشرة بأن تكاتف النساء سبيلهن الوحيد لأخذن حقوقهن في ظل هيمنة ذكورية كاملة على المجتمع .

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى