المذيعة حليمة خطاب لـ”عالم النجوم”: التريند مرض العصر في بلادنا.. والإعلام الذي يقلد المجتمع هش وجاهل
حوار – أحمد الدخاخني
تواصلت موقع وجريدة “عالم النجوم” مع الصحفية والمذيعة المصرية حليمة خطاب، والتي عملت منذ تخرجها فى مجال الصحافة وساهمت بكتاباتها فى عدد من المجلات العربية، منها “الفضائية ” و”كلام الناس” حتى إلتحقت بجريدة “الحياة اللندنية” لتكتب متابعات ثقافية وفنية متنوعة، أهمها متابعتها لمهرجان لوكارنو السينمائى الدولى لأكثر من عشر سنوات، ثم إلتحقت بقنوات النيل المتخصصة بالتليفزيون المصرى فور إفتتاحها كمعدة برامج تليفزيونية، وظهرت على شاشة النيل الثقافية لأول مرة فى خيمة رمضان عام 2008، وقدمت منذ ذلك الحين عدداً من البرامج المتنوعة منها: أجندة ، ثقافية كافية ، أما بعد، وحدوتة مصرية، وفيها حيث ألتقت بالعديد من الأدباء والمفكرين والفنانين.
إلتحقت بقناة التحرير المصرية كمذيعة محترفة عام 2014 وقدمت البرنامج اليومى الشهير “حول الأحداث” ثم إنضمت إلى فريق الأخبار فيها وعملت كقارئة نشرات الأخبار . ثم قدمت بشكل دورى البرنامج اليومى الصباحى ” صباح التحرير “.
كما تقدم حالياً كل ثلاثاء برنامج ” حدوتة مصرية ” على شاشة قناة النيل الثقافية، بالإضافة إلى أنها تشارك فى التدريب الإعلامى للشباب وطلبة الإعلام فى عدد من المراكز والمعاهد والكليات الإعلامية وقامت مؤخرا بالتدريس لطلبة كلية إعلام جامعة القاهرة… وإلىكم نص الحوار على النحو التالي.
كيف كانت بداية دخولك في مجال الإعلام ؟
دخلت دراسة الإعلام بمحض صدفة، فأنا انتمى لطبقة البسطاء وكنت أول أبناء عائلتى فى الالتحاق بالجامعة ، وعندما قادنى مجموعي أو ربما القدر إلى جامعة الإسكندرية كلية الأداب، تجولت فى كل الأقسام ولم يشدنى سوى العلوم الإنسانية فدخلت قسم علم الاجتماع ثم ظهر قسم الإعلام وعلمنا أن الالتحاق به يتطلب واسطة، فضلاً عن ثقافة عامة ومعلومات لا بأس بها، وقتها دخلت التحدى مع نفسي فى المقام الأول وكما هى عادتي ونجحت وبدأت دراسة واحدة من أمتع العلوم الأنسانية وأكتشفت أننى أهوى الكتابة، وبعد تخرجي رشحني أستاذي حسن رجب للتدرب بمؤسسة أخبار اليوم العريقة وكان هذا شرفاً كبيراً وفصلاً هاماً فى عشقي وتعلقي بصاحبة الجلالة الصحافة.
ما هو تقييمك تجاه الإعلام المصري في الوقت الحالي ؟
لأ أستطيع تقييم قطاع كبير وواسع يضم عشرات من الزملاء والزميلات وأنا واحدة منهم ، لكن ما أستطيع رصده هو فقط مجرد ملاحظات مهنية.. هناك زملاء وزميلات يقبضون على جمر المهنية رغم عجائبية الظروف المهنية التي يعملون فيها، كلامى لا يقتصر فقط على أبناء ماسبيرو بيتي وشاشتي ولكن ينسحب أيضاً على المؤسسات الصحفية القومية، فلا أحد يعرف لماذا أو متى أو كيف ستنحل معضلة الإعلام العام، أما الإعلام الخاص فحدث ولا حرج هناك قلة تتمتع بمهنية عالية وكثرة لا تعرف شيئاً عن المهنية وتدور فى ترس الفرجة لمجرد الفرجة والشو من أجل الشو وفقط، حتى على مستوى الشكل تبدو المدرسة المصرية الرصينة فى الأداء والهادئة في الإيقاع، المحتشمة فى المظهر تختفى يوماً بعد يوم وليس بعجيب أن نشاهد مذيعات نشرات الأخبار فى ملابس ضيقة قصيرة تذكرنا بالنمط اللبنانى الذى نحبه ونميزه ، لكن النمط المصرى بات ممسوخاً وشائخاً.
في رأيك هل الإعلام والفن يقلدان المجتمع أم لهما تأثير عليه ؟
الإعلام الذى يقلد المجتمع إعلام هش وجاهل لا يعرف ما هى البوصلة ولا يفهم دوره من الأساس، فالإعلام الذى عشقناه وتعلمناه دوره أن يكشف الجميل ويحتفى به ويشير إلى القبيح كى لا نقتضى به .. الإعلام ينور ويصنع وعياً وفكراً ورأياً ، وأى رسالة إعلامية فارغة المحتوى تذروها الرياح كريشة عابرة مهما كانت مبهرة.. أما الفن فهو مرأة المجتمع ولا يقلده ولكن يحلله بإحساس وعقل وعمق لا يستطيع الإعلام فعله، الفن صانع الوجدان والذائقة والتأثير وليس هو من يتأثر بالمجتمع يفترض العكس تماماً.
في رأيك كيف تختفي ظاهرة التريند من الإعلام والسوشيال ميديا؟
لا أعتقد أنها ستختفى للأسف الشديد ، لأنها مرض العصر في بلادنا.. قديماً كنا نعرف الصحافة الصفراء هى تلك النوعية من الصحف التي تتغذى على أخبار الفضائح والحياة الشخصية للشخصيات العامة ، وهذا النوع كان موجوداً ومازال، والبعض يطلق عليها “صحافة النميمة”، واليوم حل محلها التريند والذى يعمل بنفس ألية النميمة والفضائحية خاوية المحتوى… إختفاء هذه الظاهرة مرهون بزيادة الوعي وقدرة المواطن العادي على التمييز بين الغث والثمين وهذا يتطلب سنوات ضوئية.
من هي الشخصية الإعلامية التي تعتبرينها مثلكِ الأعلى ؟
أوبرا وينفرى، فهي سيدة سمراء فقيرة تحدت ظروفها وتميزت وأصبحت أشهر مذيعات العالم وصاحبة مدرسة مستقلة بذاتها ، تخرج على مشاهديها في كامل أناقتها، ثم تظهر ببرنس الحمام، تفتخر بنجاحها لكنها لا تتبرأ من ماضيها وكونها فقيرة تعرضت للاغتصاب وهى صغيرة.. أعتبرها نموذجاً إنسانياً رائعاً وشجاعاً.
بم تنصحين الشباب ؟
التحلى بالصبر، فالطريق للنجاح ليس مفروشاً بالورود ، بل بالتحديات.. ومفتاح النجاح الوحيد هو مهارتك وتمكنك من أدواتك ليس إلا، فعندما ستخرج على الناس عبر شاشة أو صحيفة أو موقع ألكترونى ستكون وحدك ومهنيتك فى الميزان لا شكلك ولا صلة قرابتك بأحدهم ولا أى شىء أخر سوى تمكنك مهنياً وأمانتك وصدقك فى هذه المهنة.
ما هي طموحاتك الكبيرة التي تسعين لتحقيقها ؟
طموحى لا يتوقف، قد أتعطل لكننى لا أملك سوى المواصلة.. أتمنى أن أقدم عملاً على السوشيال ميديا، فقد أصبحت الأقرب إلى الشباب، وللأسف طبيعتها تجعلها متحررة من أية قواعد مهنية تعلمناها، فربما هذا ما يشغلني حالياً ، عمل بمعايير مهنية إعلامية ولكن عبر منصات السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الأجتماعى.