أخبار وتقاريرعاجل

الهدوء النفسي في «زمن كورونا».. لا داعي للذعر ولكن احذروا 

الهدوء النفسي في «زمن كورونا».. لا داعي للذعر ولكن احذروا 

الهدوء النفسي في «زمن كورونا».. لا داعي للذعر ولكن احذروا 
دياب ابو العطا

 

كتب: دياب ابو العطا احمد دياب 

التباعد الاجتماعي بات حتميًّا وسيترتب عليه العديد من الآثار النفسية والاجتماعية.. فكيف يمكن للبشر التعامل الإيجابي معه وتجنُّب آثاره السلبية؟

  تغمرنا وسائل الإعلام يوميًّا بتوصيات من شأنها الحفاظ على صحتنا في ظل الانتشار السريع والمباغت لفيروس كورونا المستجد. سيل من النصائح من قبيل: اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، الزم بيتك وتجنَّب التجمعات الكبيرة. فلا حديث الآن غير حديث “فيروس كورونا” الذي سيطر على جميع الأجواء والمجالات، حتى قيل إنه احتل الطرقات وسكن الأسطح وجدران البنايات. محاصرًا ابن آدم الذي وقف أمامه مذعورًا، قليل الحيلة، ومعدوم الصلاحية حتى إشعار آخر. فقد أصبح بقاء بلايين البشر حول العالم في منازلهم ضرورةً حتمية. استجابةً للتنبيه العالمي المتزايد للحد من الانتشار السريع لهذا الفيروس العجيب المراوغ.

ومع دوام تلك الحال دون معرفة موعد محدد لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل “كورونا”، تزداد الضغوطات، ويعاني الكثيرون من عدم القدرة على التكيُّف مع الظروف الراهنة. فما يطلبه منا المختصون. ومسؤولو الصحة من ضرورة “التباعد الاجتماعي” ليس أمرًا سهلًا؛ إذ يتنافى مع الطبيعة البشرية، “فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه”. 

المقصود بالتباعد الاجتماعي

فما المقصود بالتباعد الاجتماعي؟ ولماذا أصبح حتميًّا؟ وما الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تترتب عليه؟ وكيف يمكن للبشر التعامل الإيجابي معه مع تجنُّب آثاره السلبية؟

آثار التباعد الاجتماعي

التباعد الاجتماعي هو ببساطة تجنُّب التجمعات والاتصال الوثيق بالآخرين. ويعتبره الخبراء في مجال الصحة أمرًا بالغ الأهمية لإبطاء وتيرة انتشار الفيروس، وتفادي إرهاق نظم الرعاية الصحية، وربما حمايتها من الانهيار في حالة ارتفاع معدلات الإصابة إلى مستوى لا يمكن التعامل معه بكفاءة. ولكن كيف لنا أن نتكيف مع هذا الظرف الطارئ مع تجنُّب أي آثار سلبية على النفس أو المجتمع؟ 

إحدى الدراسات العلمية -قليلة العدد- التي أجريت حول هذا الأمر، هي دراسة مرجعية أجرتها عام 2015، جوليان هولت- لونستاد، باحثة علم النفس في جامعة بريجهام يونج الأمريكية، وزملاؤها، وارتكزت على عمل تحليل بعدي M‏eta-Analysis‏ لنتائج عدد من دراسات سابقة حول آثار العزلة الاجتماعية المزمنة. تقول “هولت– لونستاد”: إنه فيما يتعلق بالآثار السلبية التي قد يسببها التباعد الاجتماعي، تجاوبًا مع جائحة فيروس كورونا المستجد، “سيظل الأمر بمنزلة سؤال مفتوح”، مضيفةً أن لديها في هذا الصدد فرضيتين تتنافسان، فهي قلقة من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور بالنسبة لأولئك الذين يعانون فعليًّا من مشاعر العزلة والوحدة، ولكنها تشدد -في الوقت ذاته- على أنه قد يكون نقطةَ تحفيز لآخرين على التواصل المجتمعي، مفسرةً ذلك بأن الاحتمال الأكثر تفاؤلًا هو أن الوعي المتزايد بطبيعة الوباء سيدفع الناس إلى البقاء على اتصال واتخاذ إجراءات أخرى إيجابية. ولكنها تعود ويستطرد بقولها: “نود أن نجمع بيانات عن ذلك”.

طبيعة ما يمر به الناس من ظرف غير مألوف

من جانبه، يوضح هاني هنري -أستاذ مشارك في قسم علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- طبيعة ما يمر به الناس من ظرف غير مألوف، قائلًا: بالنسبة للبعض تكمن المشكلة في فكرة الحرمان من شيء، مثل عدم القدرة على الذهاب إلى المساجد أو الكنائس، أو عدم القدرة على الخروج أو زيارة الأهل، أو عدم التيقن مما سيحدث غدًا، مشددًا على ضرورة حماية الإنسان لنفسه وجهازه العصبي عن طريق تحديد ما يؤثر به وما لا يؤثر به، حتى لا يصل الحال بالشخص إلى التأثر بأي شيء أو كل شيء.

و كما جاء في حلقة النقاش الإلكترونية التي عقدتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة في 6 أبريل 2020: “عندما يكون هناك أزمة بهذا الحجم، لا بد من تقييم علمي لها. يجب أن نسأل أنفسنا: ما هو أكثر شيء يؤثر بنا؟ ونحدد نوع المشاعر التي نشعر بها، هل هي خوف؟ ممَّ نخاف؟ لا بد أن يفهم الإنسان طبيعة ردة فعله وطبيعة الإحساس الذي يشعر به. مشددًا على ضرورة معرفة أن هناك أشياء لا يمكن للإنسان أن يتحكم بها. مثل توقع ما سيحدث غدًا. “يمكنني فقط التحكم في أسلوبي أو انتقائي للأخبار التي أستمع إليها”. ويضيف: “لا بد من إدراك أن ما يؤثر سلبًا علينا هو محاولتنا فعل أشياء ليست في مقدرتنا”.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى