تحديات الشهرة وسُبُل أحترام الخصوصية بعزاء شيرين سيف النصر
كتبت / د. دعاء نصر
كان الزمن الماضي شاهداً على قيمة واحترام الإنسان في أن يحظى بحقه في التعبير عن مشاعره ويراعي الأخرين قيمة الخصوصية، وبهذا تحقق التوازن بين حق الخصوصية وقيمة أحترام المشاعر الشخصية، ولكن مع تغير الوضع وتبدل الحال في عالم متسارع الخطى في البحث عن الشهرة وطلب بلوغ النجومية دون مراعاة لأي بُعد أخر غير البحث عن الظهور وبلوغ الترند .
وبذلك تصطدم حقوق الفرد في أن يحظى بقدر من الخصوصية في حياته الخاصة حتى ولو كان هذا الشخص في موضع الضوء باعتباره نجم ساطع وصاحب تاريخ فني كبير، ويشهد الجميع بقيمته وقدره وتاريخه المشرف بجانب رقي أخلاقه، والان وقد تجسدت أحداث واقعة كان بطلها الفنان أحمد عبد العزيز خلال حضوره عزاء زميلته الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر، ونتج عن ذلك مشكلة كبيرة حيث تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي من خلال مقطع فيديو كان قد ظهر فيه الفنان “أحمد عبد العزيز”، وهو منفعل على أحد المراسلين بعد ان وضع يده على كتفه بدون مراعاة لمشاعره، وتقدير مدى تأثره بالحزن عقب تقديم واجب العزاء في زميلته الفنانة “شيرين سيف النصر” والتي وافتها المنية عن عمر ناهز 56 عامًا، وذلك بمسجد الحامدية الشاذلية، وفي تلك الواقعة يظهر ضرورة الحفاظ على الخصوصية الشخصية وضرورة احترام المشاعر الإنسانية خاصة مع من هم في موضع الشهرة كنجوم مجتمع.
الخصوصية ضرورة وحق أساسي للفرد، حيث تمثل الخصوصية الركيزة الأساسية في بنية أي مجتمع باعتبارها حق مجتمعي يجب احترامه وحمايته بغض النظر عن وضع ومكانة الفرد داخل المجتمع، وخصوصا من هم في موضع الشهرة، وبهذا يكون الفنان “أحمد عبد العزيز” في رد فعله الطبيعي ليس استثناءً، فحتى في وسط أضواء الشهرة، سيظل له الحق في أن يحمي حقه في التعبير عن حزنه وحماية خصوصيته ومشاعره الشخصية.
تقدير المشاعر الشخصية في ظل مفاهيم التربية
بالطبع تعد قضية احترام المشاعر الإنسانية أمرًا لا يقل في أهميته عن الخصوصية نفسها. حيث إنها تتطلب الفهم والإدراك لقيمة الأخلاق والعادات والتقاليد والقيم التي يتبناها أي مجتمع، فحين نجد الفنان أحمد عبد العزيز يتعامل حدث فقد صديقته وزميلته في مهنة التمثيل، فكان يجب على الجمهور ووسائل الإعلام أن يراعوا مشاعره الشخصية مع الامتناع عن التطفل غير المبرر على شعوره بالحزن العميق.
الشهرة والخصوصية في ميزان العدالة
ستظل قصة الفنان أحمد عبد العزيز، بمثابة جرس إنذار وتحذير حي لأولئك الذين يسعون لطلب الشهرة. لكون الشهرة لا تعني فقد الحق في الحصول على الخصوصية، دون تقدير أو احترام المشاعر الشخصية، كما يجب على الأفراد المعروفين أن يتعاملوا مع هذه الأمور بحساسية وتوازن من خلال التحكم في الصورة العامة للشخص وحماية خصوصيته من خلال الفهم الدقيق للحدود والمواقف.
وفي الختام سيظل البحث عن تحقيق التوازن بين حق الفرد في الخصوصية، في ظل احترام مشاعره الشخصية، وبالطبع هذا هو التحدي الكبير خاصة ونحن في عصر الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويجب أن نتدارس قصة الفنان أحمد عبد العزيز، من أجل التأكيد على ضرورة فهم هذا التوازن وقيمة تطبيقه بحساسية واعتدال، حتى في أصعب الظروف مثل المواقف الحزينة والمؤلمة ودون مقاطعة أو إزعاج، وبخاصة في أصدق لحظة، حين تفقد عزيز وتواريه الثري وتستعيد ذكريات جمعتك معه من خلال العمل معه، او تقدير دوره ومسيرته، لذا يجب ان نخلد قيمة الخصوصية ونعلي من قيمة احترام المشاعر الانسانية ونتخلى عن البحث عن الترند، ودون مراعاة لطبيعة الحدث أو تقدير حزن ومرارة الوسط الفني كله على فقد الفنانة شيرين سيف النصر ودون الاصرار على جلد الفنان الصادق في تقديره وتعبيره عن حزنه في مواجهة من لم يراعي قيمة وضرورة الحفاظ على خصوصية مشاعره الانسانية، وللتأكيد على رقي الفنان أحمد عبد العزيز، فقد وضح من خلال مداخلة تليفزيونية، بأنه كان هناك شاباً يريد ان يحصل على صورة تجمعه مع الفنان خلال العزاء، ولهذا فقد انفعل الفنان عليه بمشاعره الإنسانية البسيطة، لكونه لا يجوز التقاط الصور في مثل هذا الموقف، وتلي ذلك وجد شخصاً أخر يضع يده على كتفه، من أجل أن يلتقط معه صورة سيلفي، وخلال العزاء كان هناك زحام وتدافع وبالطبع لم أقصد إهانته أو مضايقته.