حمدي رزق يكتب: شهادة جورج قرداحى
«نصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف».. استعان الوزير اللبنانى الشهير «جورج قرداحى» بالقول المنسوب لابن سينا، ليقطع الطريق على بعض مواقع التواصل الاجتماعى التى برزت أنيابها الزرقاء لتنهش لحمه، تعاقبه على مقولاته المعتبرة فى حق مصر التى يصفها بوطنه الثانى، والتى لا يرضى عنها بديلًا.
الوزير الإعلامى «قرداحى» بإطلالة فخيمة على قناة «القاهرة والناس» تكلم بلسان مصرى فصيح، فى مقارنة بليغة وفق عقلية مرتبة، كيف كانت مصر فى محنة، وكيف أصبحت فى مكان آخر من العظمة والبهاء.
كان بليغًا فى وصفه، معبرًا عن حبه. قائلًا بلهجته اللبنانية المحببة: «أنا مصرى بقالى ٢٠ سنة، أنا عايش فى مصر، برامجى كلها أسجلها فى مصر، أوكى بروح على لبنان، هى ساعة بالطيارة، ومصر ولبنان بلد واحد، بلدى مصر أنا عايش فى مصر، وعشت كل عذابات مصر فى البداية قبل الثورة، وأثناء الثورة، وبعد نجاح الثورة، وشفت المشاكل والمصائب، كنت شايفها كلها، كنت بينى وبين نفسى أحزن وأقول مش ممكن حد يقدر ينقذ مصر مش ممكن.. وحدث ما هو أقرب إلى الخيال».
الوزير قرداحى قالها بصراحة فى وجه من يعمون فلا يرون الشمس ساطعة فى كبد السماء، قالها ولم يخشَ فى قول الحق لومة لائم، قالها ووصف من ينكرونها بالعمى، قالها قاطعة مردفًا: لا أعرفه (يقصد الرئيس السيسى) ولكن يُعرف بمنجزه، وأقولها حقيقة مصر تتقدم وتنهض، ولست بطالب ولا مطلوب.
قرداحى كان ثقيل الوطأة وهو يصف «خونة الأوطان»، نصًا: «من يُحرّض على وطنه من الخارج خائن»، هؤلاء خونة الأوطان، وأفاض فى وصف الكرم المصرى مع الأشقاء العرب، وبخاصة أهله وأهلنا فى الشام العريق.
شهادة جورج قرداحى على المنجز المصرى قولة حق وصدق، والصدق كما هو معلوم لسان الحق، وشعار قرداحى يلخصه قول بليغ: «عليك بالصدق، فمن صدق فى أقواله جل قدره»، وقرداحى صادق فى قوله فجلَّ قدره، وصار حالة صدق تمشى على قدمين بإطلالة محببة، ما إن يطل على الشاشة حتى يلتف من حوله المحبون.
شتان، لا يستويان، جورج اللبنانى يتغنى بالمُنجز المصرى، لا يكذب ولا يتجمل، ونفر ممن يحملون الجنسية المصرية لا يرعوون لعلم ولا لنشيد، ويحرضون على وطنهم فى المضاجع الأوروبية والأمريكية، وينهشون فى لحم الوطن نهش الديابة المسعورة، ويزحفون على بطونهم كالأفاعى إلى السفارات يبيعون فيها لحم الوطن بالدولار؟!
معلوم، الخيانة طبع وليست ظروفًا، فمن يعتقد غير ذلك فهو واهم، أو يريد أن يوهم نفسه، ومن الغباء أن يقتنع بذلك، فهذا يكون مثل من كذب الكذبة وصدقها، الخيانة أحقر وأقذر طبع موجود فى البشر.
قرداحى فى حواره الفخيم مع الزميلة «أسما إبراهيم» لم يخن مبادئه، وعلّى مواقفه رغم الضرر الذى أصابه من جراء السياسة، أصابته السياسة بأضرار بالغة، ورغم العنت والتضييق لايزال محافظًا على شعرة معاوية حتى مع منتقديه، وبعضهم ناصبه العداء، ولكن جورج قرداحى لا يستبطن ثأرية، بل حميمية لوّنت حديثه الشيق