حمدي رزق يكتب: عيد حب البابا تواضروس
سعيدة، عيد ميلاد البابا تواضروس الثانى يأتى فى عيد الحب من كل عام، (٤ نوفمبر)، البابا المحبوب من مواليد العام ١٩٥٢، وهذه مصادفة أخرى، قداسته من مواليد ثورة يوليو المحبين، ومن رجال ثورة ٣٠ يونيو المخلصين..
الأرقام تشكل مصادفات طيبة، عيد ميلاد قداسته الماضى تصادف بلوغه السبعين، سبعينيته تصادف عشريته الأولى فى البطريركية، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ ١١٨.
وجميعها من الفأل الطيب، ومن محاسن الصدف، فعيد البابا فى شهر نوفمبر عيدان، عيد ميلاده وعيد الحب، والاحتفاء بقداسته وطنيا فضلا عن كنسيا واجب مستوجب على المحبين.
قداسته لم يقدم لوطنه وشعب الكنيسة فى قلب الشعب المصرى، سوى كل حب وخير استبطنه، ولم يخشَ فى حق اعتقده، وأخلص فى صلواته لوطنه وكنيسته، وعنى برعيته على قدر استطاعته، وحمل الأمانة ويؤديها لأهلها كاملة.
البابا مفطور على المحبة، والمحبة عنوان كنيستنا الوطنية العامرة بصلوات المحبين، البابا يحب مصر وشعبها ويصلى من أجلها، هى عنده أحب البلاد، أغلى اسم فى الوجود.. وعلى الأرض المصرية السلام وبالناس (ناسها) المسرة.
من يحبه ربه يحبب فيه خَلقه، وخَلق كثير من الطيبين، مسيحيين ومسلمين، يحبون البابا تواضروس، لوطنيته، ومحبته، وصلواته، وشكره.. البابا مفطورٌ على الشكر، والشكر عنوانُ الصالحين، والشكر هو قبول ما يأتى من يد الله لنا بغض الطرف عن شكل العطية، وهل توافق مشيئتنا وتحوز استحساننا أم لا (من كتاب فضيلة الشكر/ الأنبا مكاريوس أسقف المنيا).
إذا صادفت البابا تواضروس وسألته عن أمنياته الشخصية فى عيد ميلاده، سيتحرج كثيرا، البابا رجل حَيِى، من الحَياء، يغلبه الحياءُ،عادة لا يتمنى لنفسه، يتمنى لوطنه وشعب مصر الخير كل الخير، والسعادة لشعب الكنيسة فى وطنهم وبين أهلهم.
أمنية يختزنها البابا لا يفصح عنها إلا للمحبين، أن يعود إلى ديره الذى غادره، يحنّ إلى فرشته البسيطة فى قلايته البعيدة، يمارس حياته الهادئة وطقوسه وصلواته فى السر، البابا مفطور على الرهبنة، والرهبنة توفر سلاما نفسيا يتوق إليه قداسته.. يقينًا، يحن إلى الأيام الخوالى راهبا يتكئ على عصاه جائلا فى البرية.