مقالات

حمدي رزق يكتب: مصالحة مرتضى منصور!!

حمدي رزق يكتب: مصالحة مرتضى منصور!!

حمدي رزق يكتب: مصالحة مرتضى منصور!!
حمدي رزق

أعلم علم اليقين أن دعوة المستشار «مرتضى منصور»، رئيس نادى الزمالك، للقاء الكابتن «محمود الخطيب»، رئيس النادى الأهلى، ستُقابل بالرفض الأحمر مسبقًا، ولكنها دعوة تستوجب إعمال العقل وتغليب المصلحة الوطنية أولًا.

بالمناسبة كاتب هذه السطور أهلاوى قُح، ورسالتى من أرضية وطنية إلى عقل الكابتن الخطيب، والعقل يحكم فى مثل هذه الظروف، حتى لا تشيه الحروف، وتتحكم الثأرية فتطيش الأحكام الموضوعية، وتطفو على السطح الروح الثأرية. 

دعوة المستشار مرتضى إلى فتح صفحة جديدة ولقاء يجمعه مع الخطيب فى الجزيرة أو ميت عقبة لفتح صفحة جديدة بين الناديين الكبيرين، تستأهل التفكير العميق بغية لم شمل الجماهير، ولجم التفلت والاحتراب الكروى فى مفتتح موسم جديد نتمناه سعيدًا على الكرة المصرية.

الرفض المتوقع لا يمنع إلحاحًا على صلح معتبر على أرضية جديدة، يمتنع فيها القيل والقال والاتهامات الجزافية، واحترام الآخر، والبعد عن مواطن الزلل، واتقاء الله أولًا فى جماهير الكرة التى فُتنت فتنة عظيمة، صارت تحترب مع كل فاول وكل ضربة جزاء، وهدف ألغاه حكم الفار!

كل نار تصبح رمادًا، ومستوجب سعى الدكتور «أشرف صبحى»، وزير الشباب والرياضة، لتبنى مقترح المصالحة، وجمع الكبيرين إلى طاولة تجمع الحكماء (من الناديين) لوأد الفتنة، والاتفاق على حد أدنى من المرعيات الواجبة فى سياق العلاقة بين رمزين يمثلان أكبر حزبين كرويين فى مصر.

تأسيسًا على ما سبق من علاقات احترام وتقدير جمعت بين رموز الناديين الكبيرين فى عهود الود والاحترام والتقدير للقيمة والقامة والمكانة فى قلوب الجماهير التى باتت تقتات الكراهية، كالجمال تمضغ «الحسك»، بمعنى الشوك.

مستوجب تحكيم العقل والمنطق بعيدًا عن العواطف المشبوبة، ما حدث قد حدث، وعفا الله عما سلف، فليجتمع الفرقاء على عهد جديد، وعقد كروى يذهب بنا إلى الأمام، ويُلحقنا بالكرة العالمية التى تحكمها قبل كل شىء الروح الرياضية.

بدون شروط مسبقة، وبدون عُقد ماضوية، وبدون ثارات أو أحقاد يجلس الكبيران، ويتصافحان، وخيرهما الذى يبدأ، «فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت/ ٣٤)، والمعنى دفع سيئة المسىء إليك بإحسانك، فيصير المسىء إليك، الذى بينك وبينه عداوة، كأنه من ملاطفته إياك، وبرّه لك، ولىٌّ لك من بنى أعمامك، قريب النسب بك، والحميم هو القريب ولو كان بعيد.

لماذا؟.. لأن استمرار الحال من المحال، الثأر لن يشفى القلوب، ولن يربأ الصدع، ولن يئد الفتنة، والمشرحة الكروية مش ناقصة، فيها ما يكفيها من عوامل الاشتعال الذاتية، كفاية علينا مهازل الاستديوهات التحليلية، وفقرة التحكيم، وما تخلفه من كوارث عقب كل مباراة. جد لفحنى أوار النار التى اشتعلت فى الفضاء الإلكترونى، وعلى الفضائيات الليلية، شماتة، وثأرية، ورغبات متوحشة فى الانتقام، روح شريرة تلبست الوسط الرياضى، أخشى من فتنة تُطبخ فى مطابخ ممولة من خارج الحدود، اخترقت الوسط الرياضى من الوريد إلى الوريد. فى لقاء رموز الناديين الكبيرين تجسيد للروح الرياضية، وبداية عهد جديد، ووأد للفتنة فى مهدها، ولجم التفلت فى الملاعب والمدرجات والفضاء الإلكترونى، وهذا يتطلب حكمة وعقلًا ورشادة لا أظنها تغيب فى مثل هذا الموقف العصيب.. والكلام للكابتن محمود الخطيب، ثقة فى روحه الرياضية رغم ما يحيطه من رغبات شريرة فى الانتقام!!.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى