حمدي رزق يكتب .. مقعد فى قطار الحوار الوطني
القافلة تسير، دعك من نباح الإخوان في منافيهم البعيدة، لافت، إجماع وطنى على مباركة الحوار الوطنى من كافة ألوان الطيف السياسى المصرى، ويتشوقون للم صف ٣٠ يونيو مجددًا على قلب رجل واحد لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة، ورسم ملامح الجمهورية الجديدة، جمهورية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
والكلام موجه إلى منسق الحوار الصديق «ضياء رشوان»، أعانه الله على إنجاز مهمته الوطنية، وصلتنى رسائل عديدة على الخاص من قامات وطنية معتبرة تسأل عن دعوات الحوار، لم تصلها بعد، وتخشى أن يفوتها قطار الحوار، وكانت تجهزت بالزاد الوطنى لرفد الحوار بأفكار معمقة ومتخصصة، واستجمعت أوراقها لتلبية النداء الوطنى.
وهنا مستوجب فتح المجال واسعًا لاصطحاب الخبرات التخصصية النادرة، تضيف للحوار، وتعمق المناقشات، وتفتح مسام الحوار لأفكار من خارج الصندوق، لا نملك رفاهية خسارة فكرة وطنية مخلصة، تعلى بناء الوطن، تلاقح الأفكار إثمار في حديقة الوطن الغناء.
الخجل الأدبى يمنع بعض المقدرين (قيمة وقامة) من طلب المشاركة، ولا يمارون في حق اللجنة التنسيقية المطلق في الاختيار وفق ما اتفق عليه بين سدنة الحوار، ولكن الخجل الذي يترجم تواضعًا لا يعنى تجنيبهم المشاركة الواجبة.
مستوجب مراجعة سريعة لقوائم المشاركات، لإضافة ما غفل عنه في توجيه دعوات الحوار نتيجة ضغط الوقت والتوفر على تذليل العقبات، فضلًا عن سيل طلبات المشاركات في إيجابية محمودة.
مع تحديد محاور الحوار بالاتفاق، مستوجب توجيه دعوات للمتخصصين والخبرات النادرة في كل محور، بتجرد وموضوعية، ولطالما الشعار، لا إقصاء، فترجمته واجبة في اصطحاب أصحاب التخصصات، كل في مجاله لتعميق الحوار.
عندما تكون الغاية صياغة «عقد وطنى» يؤسس للجمهورية الجديدة، يصبح واجبًا دعوة الخبرات الكبيرة في الصياغات التي تؤطر الحوار وتذهب به سريعًا إلى غاياته الكبرى كما تحلم به القيادة السياسية وتعول عليه.
أخشى غلبة الاختيارات السياسية على ما عداها من الاختيارات الموضوعية، صحيح السياسية غالبة وتستحوذ على اهتمام المشاركين، ولكن الاقتصاد والصناعة والزراعة والمياه والمناخ والآثار، جميعًا ملفات تلح على طاولة الحوار.. فرصة وسنحت للاستماع للخبراء والفقهاء، أقرب لجلسات استماع وعصف ذهنى في قضية الأولويات، العنف المجتمعى مثلًا في صدارة الملفات، أو هكذا أعتقد.
ما أفهمه وأستبطنه أن الحوار الوطنى ليس طاولة سياسية يجتمع عليها الفرقاء، المهمة أكبر وأخطر من قسمة سياسية يرومها البعض، بل هي مهمة وطنية في عمق الأمن القومى المصرى.
ما رشح على لسان المنسق العام الصديق «ضياء رشوان» يشى بعنايته بإعلان الأسماء ذات الصبغة السياسية، من داخل وخارج الوطن، وهذا جيد وحسن، ويعبّد الطريق لإنجاح الحوار سياسيًّا، ولكن المهم مخرجات الحوار في القضايا الحيوية.
أسهل الملفات الملف السياسى، والإرادة السياسية متوفرة تمامًا لفتح المجال السياسى، والدليل دعوة الحوار نفسها، ولكن الملفات الحيوية الأخرى تحتاج إلى خبرات نوعية وتخصصية، في قضايا وجودية، كالأزمة المائية، وتوسيع الرقعة الزراعية، والتصنيع المحلى، والاستثمار، والأزمة السكانية، كلها عناوين سياسية بامتياز، ما يسمونه فقه الأولويات، وتستأهل توفرًا على دعوة أصحاب التخصصات والأفكار دون حسابات سياسية ضيقة، وأن يكونوا معروفين بالأسماء، وبالسوابق الوطنية يُعرفون.