مقالات

حمدي رزق يكتب: وَغَلَبَة الدَّيْنِ وقهر الرِّجَال

حمدي رزق يكتب: وَغَلَبَة الدَّيْنِ وقهر الرِّجَال

حمدي رزق يكتب: وَغَلَبَة الدَّيْنِ وقهر الرِّجَال
حمدي رزق

المبادرات الرئاسية تتنوع، لافت المبادرات الرحيمة فى زمن الوباء، جديرة بالاحتفاء، وتوجيهات الرئيس لإدارة البنك الزراعى المصرى، لتسوية الديون المتعثرة لنحو ٤٥ ألفًا من المزارعين والعملاء بالقطاع الزراعى، من المبادرات الطيبة، مبادرة تعفى الفلاحين المغروسين فى الطين من دين مزمن مستعصٍ، الدَّين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار!.

ما يُثقل كاهل الفلاحين هو الديون المتعثرة، الفلاحون مديونون للبنك، ومنذ سنوات، دون قدرة على السداد، العين بصيرة واليد قصيرة، وحيواتهم ومعايشهم مهددة بالسجن، الفلاح المديون يهرب من ظله إذا طلعت عليه شمس الصباح.

التفاتة رئاسية مقدرة ومبادرة جد رحيمة، مهم تحرير الفلاح من ربقة الدين، وإطلاق سراحه لإطلاق طاقاته ليزرع ويحصد، ويفتح بيته وبيوت الطيبين.

المبادرة تتكلف (٤) مليارات جنيه، ولكن الفلاح المصرى الصبور يستحق أكثر من هذا، الفلاح تحمل عبء الإصلاح الاقتصادى واقف على طوله، شايل فأسه، لم يهجر أرضه، بل تولاها بالرعاية، تحمل الغرم صابرًا.. ولما صار الدين مستحقًا خارت قواه، تنتشله المبادرة من لجة اليم، من الغارمين توصيفًا رحيمًا.. وجبر الخواطر على الله، وربنا يجعلهم من المجبورين.

فيها حاجة حلوة، المبادرة الكريمة لا يمكن فصلها عن مشروع «حياة كريمة»، الذى ينهض بالريف المصرى، تكامل المبادرات، وتشبيك الجهود، والتخطيط المحكم لإعانة الفلاح على الحياة الكريمة من حسن الطالع فى الجمهورية الجديدة. 

كل المهن وكل الطوائف مخصص لها نصيب من ثمار التنمية فى مبادرات تنموية مستدامة، والميه تروى العطشان، الفلاح عطشان من زمان، لا بُق ميه حلو يبل ريقه الجاف، محنى الظهر وعرقه مرقه، مبادرة البنك بق ميه يروى عطش السنين.

المبادرة تستهدف إسقاط ديون (٨٤٣) عميلًا توفاهم الله، بإجمالى تكلفة (٦٣) مليون جنيه، وإسقاط ديون (١٢) ألف فلاح قابض على الجمر بمديونيات (٧٦) مليون جنيه، خلاصته حسابيًا، كل شخص لديه مديونية من (٢٥ ألفًا حتى ١٠٠ ألف جنيه)، يستحق إعفاءً كاملًا من الديون.. الحمد لله.. والدعاء النبوى موصول: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وقهر الرِّجَالِ». المبادرة المهمة التى قررها الرئيس تضمن سداد (٥٠٪) فقط من القيمة لمن هم مديونياتهم من (٢٥ ألفًا إلى ١٠ ملايين جنيه)، بجانب إسقاط جميع الفوائد المهمشة والتنازل عن كل القضايا المتداولة ضدهم حتى يتسنى لهم التعامل مع الجهاز المصرفى بعد «دراسة الحالة».

المبادرة كما يبشرنا «علاء فاروق»، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى المصرى، للأفراد والشركات، بإجمالى أصل مديونيات نحو (3.5 مليار) جنيه، وعوائد متراكمة بنحو (2.2 مليار) جنيه. وجارٍ تمديد مدة المبادرة من قبل البنك المركزى بعد الشهور الستة الأولى، لإعانة وإغاثة الحالات المتعسرة.

تحية من القلب للإرادة السياسية التى عينها على الفلاح، وتحية مستوجبة للسيد علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى المصرى، ومجلس الإدارة الذى ألقى حجرًا فى بحيرة قروض راكدة، ومنح الفلاحين قبلة الحياة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى