دكتور سيد خاطر يكتب: كُن جميلاً ترى الوجود جميل
دكتور سيد خاطر يكتب ، هى نصيحة أراني مُقَصِرَاً، أشد التقصير إن لم أتوجه بها لبعض الذين . أقرأ منشوراتهم فأجدها، عامرة باليأس والإحباط .والتشاؤم ، ولو أن مثل هذه ،المنشورات كانت قاصرة على. فرد أو اثنين .. لتغاضيت عن إسداء نصيحتي ، غير أنها بكل أسف اتخذت شكل الظاهرة المتزايدة .
كما المُلاَحَظ أن هذه النوعية، من المنشورات على وسائل التواصل .الاجتماعي تتخذ شكلين ،مختلفين ، فهى حيناً تكون دون أسباب. يتضمنها المنشور ، وحيناً آخر تتضمن أسباباً مُعلَنَة تتمحور حول ،: المرور بضائقة مالية ناتجة . و عن التعطل عن العمل مقابل ،تزايد الالتزامات تجاه الأًسرة .وتجاه النفس ، أو إصابة الشخص نفسه، وربما أحد أقربائه بمرض عُضال ، أو الاختلاف مع .أيٍ من الأقارب أو الأصدقاء ، أو فشل زيجة أو قصة حُب .. أو سوء أحوال اجتماعية سياسية .. إلى آخره .
ولكل هؤلاء الذين يرون حياتهم ، (بل يرون الدُنيا كلها ) سواداً في. سواد .. أقول : عودوا إلى رشدكم واتقوا الله بأن تتذكروا دائماً أن المولى سبحانه وتعالى قد أخبرنا في سورة “البلد ” أنه خلق الإنسان في كَبَد .. أي مشقة ومعاناة منذ الولادة وحتى الممات ، لييس هذا فقط .. وإنما هناك ابتلاءات ،يختبرنا بها لقياس مدى صبر كلٍ منا ورضاهُ بما .قَسَمَهُ الله له ، إذ يقول جل شأنه في سورة البقرة ” ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ” ، وفي سورة المعارج ” فاصبر صبراً جميلاً ” ، وفي سورة النساء : قُل يا عباديَ الذين أسْرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ” ، وغير هذا كثير وكثير وكثير .
الشاكي المتشائم:
كما فيا أيها الشاكي المتشائم، أدعوك لألا ترى الجوانب المظلمة فقط في حياتك ، فتصبح عبئاً على نفسك ، بل وعلى الحياة نفسها . ، والأفضل لك وللآخرين من بني جنسك أن تتفاءل دائماً تحت أي ظرف ، أن تسعد بالكثير من النعم التى أنعم الله بها عليك وأنت تتغافل عنها ، حاول أن ترى الجمال الكامن في نفسك ،وتأكد أنك ساعتها سترى كُل ما حولك جميلاً ،. كما نظم الشاعر الكبير الرائع ( إيليا أبو ماضي ) هذه الأبيات .. فتأملها معي حَفِظَكَ الله :
إن شر الجُناة في، الأرضِ نفسٌ .. تتوقى قبل الرحيلِ الرحيلا.
كما وترى الشوكَ في ،الوردِ وتعمى .. أن ترى فوقها الندى إكليلا.
كما هو عبٌْ على الحياةِ .. ثقيلٌ .. مَنْ يَظُنُ الحياةَ عِبئاً ثقيلا
والذي نفْسُهُ بغيرِ جَمَالٍ .. لا يرى في الحياةِ شيئاً جميلا
( واختصاراً .. فهو يقول بشطرتين مختلفتين )
فتمتعْ بالصُبحِ ما دُمتَ فيهِ .. كًنْ جميلاً ترى الوجودَ جميلا