د. أحمد شندي يكتب: عيشها ببساطة
عندما يمر الإنسان بلحظات عسيرة في حياته تمتلكه حالة من الغضب واليأس وفقدان الأمل مما ينتج عنه آثار سلبية ومدمرة تؤثر علي الشخص نفسه والأسرة والمجتمع المحيط به ، لذلك الحياة نعمة بكل أطياف القدر سواء كان شراً أو خيراً؛ وأحيانا يضع الإنسان نفسه داخل هالة من الحزن المتكرر والإحباط المستمر وعدم الرضا بالقضاء والقدر فيتولد لديه هاجس القلق المستمر وتأنيب النفس والتشكيك المستمر في كل ما يدور حوله فيما يعينه أو يخص الآخرين.
من الضروري أن نسعى جاهدين في تقويم النفس والحث على مستقبل أفضل لدى عقول واعية مستنيرة بفكر ناضج وايدلوجيات تواكب تقنيات العصر التي باتت تسير بسرعة البرق تفوق الاذهان وكل ما توصل اليه العلم من تطور وتقدم ، لذا وجب علينا كلا في موقعه ومجاله القيام بصناعة الوعي وتثقيف العقول بصفة مستمرة سواء في دور العبادة من المسجد والكنيسة، وأماكن نشر العلم من المدرسة والجامعة ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ومن أصحاب صناعة القرار وتوجيه الفكر في الإعلام والصحافة والفن والندوات والمؤتمرات المختلفة.
كثيراً ما يتكرر على مسامعنا مصطلح الحياة البسيطة ولكننا قد نجهل كنهه ومعناه الحقيقى فمثلا هناك فئة تعتقد أن الحياة البسيطة تعنى أن تعيش محروما من ابسط الحاجات الأساسية وتعتزل الحياة والناس و تترهبن فى قمة جبل منعزلة عن العالم أو أن تغفل مشاعرك وتنسى نفسك و تنصهر فى الآخرين وتكون إمعة تنفذ فقط ما يطلبونه منك وتمشى على نفس خطاهم دون أستفسار عن كل صغيرة وكبيرة تخصك وحدك وتجعل أحلامك وأهدافك فى طى النسيان فقط لأنها تخالف أحلامهم هم لا أبدا هذا لا يمت للبساطة بصلة وإنما اكبر تشويه لها بحيث إذا ما قمنا بالتنقيب عن المعنى العميق لهذه الكلمة السامية بسيطه أنها بخلاف ذلك تماما وأنها الطريق السوى للعيش وفقا لما تهواه فطرتك السليمة فنمط الحياة البسيط هو من أهم مطالب
كبار العلماء والفلاسفة الذين أخذوا فى البحث عن عيش حياة مخالفة للمألوف وتحقق السعادة الحقة أمثال الزعيم و الفيلسوف الهندى المهاتما غاندى الذى ضرب لنا أكبر مثال فى عيش الحياة بناء على البساطة وعدم التعقيد ولعل هذا ما جعل منه معلم روحى عظيم جعل الأجيال المتوالية تقتدي به لسنوات وتثنى عن إنجازاته فى الحياة بعيدا عن التعقيد وعلاوة على ذلك نجد ابو الفلسفة سقراط ذلك الذى لم يهتم ابدا بالمظهر الخارجى واتخذ من البساطة طريقا له بحيث عرف عنه لم يبدى طوال حياته اهتماما بما هو زائل وفان اى ما هو مادى محض بالأساس وهو من قال عبارته المشهورة ( تكلم حتى اراك ) دليل على أن الإنسان يجب أن يكون عظيما من الداخل و زاهدا من الخارج.