د. محمد كامل الباز يكتب: الرجل الثاني في الأمة
عند نجاح أى فرد يكون من أسباب نجاحه دعم كثير من المقربين له ،وبالطبع فإن أنجح شخص وجد على ظهر الأرض منذ خلقها الله إلى أن يرثها ومن عليها هو سيد ولد آدم -محمد صلى الله عليه وسلم – فقد استطاع تحويل مكة ومعظم الجزيرة العربية من مجرد حفاة متأخرين يتحاربون من أجل ناقة ،ويقتلون بناتهم ،تسود بينهم كل انواع العصبية المقيتة إلى سادة فى الأرض ليقيموا دولة بالمدينة تعمل لها كل القوة السياسة ألف حساب
شرقاً من فارس إلى… الغرب حتى…. بلاد الروم , لكن لكى تقوم تلك الدولة ولكى يتم هذا النجاح لابد من مقومات ؛ فلا يكفى فقط وجود القائد كنبيّ وليس أى نبىّ؛ بل هو أفضل وخاتم النبيين قاطبة.
فلابد من توافر أسباب عديدة للنجاح ومنها:
الصحبة ، وهنا كانت صحبة النبىّ أفضل صحبة على وجة الإطلاق فقد اختارهم الله لرفقة نبيه ؛ وأهمهم بالترتيب فى تلك الصحبة هو الصديق ‘ أبا بكر’ فلنلقى بعض الضوء على ذلك العملاق الكبير .
نخاطب إخواننا الذين لا يعرفون شيئاً عن صحابة النبى، ونخاطب أصدقائنا الذين لايرون فضلاً للصحابة والسلف … نتحدث لمن فُتن بالغرب ورجاله … ونحاول أن يهدى بنا الله الشيعة: الذين يرون من ذلك الرجل منافق _ والعياذ بالله_ فليعرف كل منهم بعض الفضل للصديق :
– أول من أسلم من الرجال بل كان دائم التصديق للنبى صلى الله عليه وسلم لدرجة أن قريشاً عندما ذهبت لتستفهم منه عن استحالة حادثة الإسراء ؛فإذا هو يرد: إذا كان قال فقد صدق !!
-ثانى اثنين فى الغار ؛الذى أعد كل تكاليف رحلة الهجرة؛ بل وكان يحيط بالنبى من كل اتجاه, حتى لايؤذية شىءٌ أو يصيبة مكروه… يضع يده فى كل ثقوب الغار حتى يتحسس وجود أى خطر على النبى!!!
يصف شرب النبى أثناء الرحلة بقولة ( وشرب حتى ارتويت) ارتوى من شرب المصطفى ..! ماهذا الحب وكيف يكون ذلك الرجل !!
رجلنا الثانى هو من شارك مع النبى فى كل الغزوات ،وخاض معه كل المواقف ،بل الوحيد الذى كان متفهم لشروط الحديبية القاسية، عندما حاول الفاروق أن يسبقه ذات مرة أخذ نصف ماله ليتبرع به فى سبيل الله وهو واثق أنه سيسبق أبا بكر ولكنه؛ وجد الصديق تبرع بماله كله!!!!!
هو بالطبع أول المبشرين بالجنة، بل الوحيد الذى ثبته الله بعد موت المصطفى حين طاش عقل معظم الصحابة من هول الفاجعة، أول خليفة للمسلمين الذى فى فترة وجيزة تعذر منصب القاضى لانتشار العدل والرخاء ،يبدو أنة حليم وطيب ولكنه فى دين الله أسد جسور.
عندما كثر المرتدين لم تأخذه بهم شفقة فى حدود الله وأرسل الجيوش لتأديبهم، خليفة عادل قوي حليم؛ ومع ذلك يذهب بنفسه فى السر لقضاء حاجة امرأة عجوز ليس لها أحد, بل يزيل لها النوى من التمر ،اى طراز من الرجال هؤلاء !!!!
إن تكلمنا عن الصديق سنحتاج لسنوات بل مئات السنين لإعطاء ذلك العملاق حقه ، الصديق هذا فى رأى فئة ينتسبوا للإسلام يعتبر منافق ؟!!
الصديق هذا فى رأى بعض الكتاب التنويرين هو رجل عادى مثله مثل أى رجل فى الأمة بل أقل ؟!!!
الصديق هذا عند بعض الإعلاميين داعشى ( إرهابى) ؟!!
نعم قيلت ، ومازال القائل خارج إطار المحاكمة هو وكل من تكلم عليه! فوالله الذى لا اله الا هو لايساوى مسمار فى نعل أبى قحافة ،كيف يتطاول على أفضل رجل بعد الأنبياء ؟! كيف ينال من الرجل الثانى للأمة؛ وأول الخلفاء الراشدين ؟!
يجلس فى غرفتة المكيفة وينظر على القمم التى لو رأى اى موقف مما رأوه والله سيذوب فى جلده مثل الملح فى الماء ، هاجر من مكة للمدينة تحت لهيب صحراء الجزيرة التى لانطيقها الآن فى مركباتنا؛ ويجلس أحدهم يشتكى إذا وجد سيارتة خارج الظل!!
هى مهزلة بكل المقاييس ولن تُحَلُّ إلا بإرساء قوانين صارمة تجعل من النيل لأولئك القمم جريمة تصل إلى السجن، فكل الأمم تتشدق برموزها وتاريخها ونحن أولى بذلك فإن تجمعت كل الرموز أمام الصديق فلا وزن لهم فقد ، وصفة المصطفى أن لو وزن إيمان الأمة فى كفة ،وإيمان ابا بكرٍ في كفه : لرجحت كفة أبى بكرٍ.
فسلام الله عليك يا صاحب رسول الله، ولتقبل عذرنا فيما حدث ، نسأل الله أن يحشرنا معك فى الفردوس الاعلى إنه ولي ذلك والقادر علية.