مقالات

رائحة الموت .. بقلم الإعلامي الكبير أحمد رجب

رائحة الموت .. للموت رائحة .. للموت طعم .. للموت لون ! بقلم الإعلامي صقر الإعلام صاحب المهام الخاصة أحمد رجب 

رائحة الموت .. أحمد رجب
رائحة الموت .. أحمد رجب

رائحة الموت  .. معظمنا على دراية بطعم الموت ولونه والقليل لا يدري عن رائحة الموت سوي العفن الناجم عن التيبس وهذا ليس هو المقصود في هذا المقام !!

رائحة الموت تستطيع أن تستنشقها بلا جثث محللة أو متيبسة تيبسٱ رميٱ عفنٱ .. تستطيع أن تميزها بكل سهولة من تأملك في الملكوت الأعلى .

فالهواء ليس هو هواء مصر

والسماء تستشعرها ترتدي ثوب الحداد

النجوم لم تلمع كما كانت وكأنها انزوت إمتثالٱ لأوامر خالقها

الشمس تحسها صريعة والنهار كأنه ينزع أنفاسه الاخيرة

والغروب لم يعد هو الغروب الذي نعهده وكأنه يبكي حال الشمس وحال النهار وحالنا جميعٱ !!

حتي أضواء ومصابيح الليل تراها وكأنها قناديل معلقة في سرادق أو مأتم عزاء أقيمت في كل أنحاء العالم .

مشهد مهيب ودرس رباني عميق لكل من كان له لب أو ألقي السمع وهو شهيد !!

مشهد عبر عنه المولى عز وجل في مواضع عديدة من القرآن الكريم وحذرنا منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

مشهد وصفه شعراء المدرسة المدرسة الكلاسيكية الجديدة في الشعر العربي وعلى رأسهم الشاعر اللبناني الملقب بشاعر القطرين خليل مطران في قصيدته الخالدة ” المساء ” 

تحديدا عندما قال ” ياللغروب ومابه من عبرة للمستهام وعبرة للرائي .. أو ليس نزعٱ للنهار وصرعة للشمس بين مأتم الأضواء ” مع عدم القياس بين موقف جبران ووصفه لحزن الطبيعة وبين موقفنا نحن الآن !!

رائحة الموت تستنشقها هكذا .. أنظر حولك .. فوقك .. تحتك .. تلفت .. تقدم .. تقهقر .. هي حولك !!

الدواء وبكل أسف ليس في زجاجة كحول ولا في رغوة صابون ولا في كتالوج وإرشادات منظمة الصحة العالمية ولا في الفيديوهات والفيروسات المنتشرة بيننا ليل نهار .. الدواء ليس في القناع أو الكمامة أو الجوانتي .. ليس في الملح أو الخل أو الليمون او العسل أو الثوم !! 

الدواء الحقيقي والمصل المدمر لهذا الابتلاء هو في ( هذه القلوب لله .. البكاء لله .. التضرع لله .. الإخلاص لله .. أن يرتعد البدن كله لله .. أن ترتعش الأيدي وهي مرفوعة لله .. ) 

باختصار .. هو الإخلاص .. وهي الكلمة الوحيدة والوصف الوحيد الذي نطق به إبليس عليه لعنة الله في حواره مع الله .. ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين)

لم يقل المسلمين ولا الموحدين ولا المؤمنين ولا العابدين ولا الحامدين ولا الشاكرين ولا المكبرين ولا المصلين !!

قال المخلصين بكل ما يندرج تحت هذا الوصف من معاني !!

إن الله قادر في لحظة أن يستبدلنا بقوم آخرين يحبونه ويخلصوا له .

اعتقد أن الباب مازال موارب لأن رحمة الله ستظل مواربة حتى تشرق الشمس من مغربها !!

عدا ذلك فإن رائحة الموت ستظل منتشرة بيننا تحصد من الأرواح أعداد وأعداد من الأهل والأقارب والأحباب !!

زر الذهاب إلى الأعلى