مقالات

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد

“لا للزواج”… لم يعد هذا الشعار مجرد جملة عابرة على لسان بعض الشباب، بل أصبح توجهًا يتزايد في مجتمعاتنا، وتعبيرًا صريحًا عن موقف نابع من تجارب اجتماعية واقتصادية ونفسية معقدة. وبين من يراه تحررًا من المسؤوليات، ومن يراه رد فعل على واقع صعب، يبرز السؤال: لماذا يرفض الشباب اليوم الزواج؟ وهل هي ظاهرة تستحق القلق أم دعوة لمراجعة المنظومة الاجتماعية برمتها؟

أولًا: الأسباب الاقتصادية في الصدارة

الغلاء الفاحش في تكاليف الزواج من مهر وشبكة وتجهيزات ومسكن، جعل الزواج حلمًا بعيد المنال للكثير من الشباب، خاصة في ظل بطالة متزايدة، ودخول محدودة، وأولويات حياتية أكثر إلحاحًا. فبدلًا من التفكير في تكوين أسرة، يركز الشباب على الاستقرار المادي والبقاء الاقتصادي.

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات
صورة ارشيفية

ثانيًا: الخوف من المسؤولية والفشل

يخشى الكثير من الشباب من الالتزام بمسؤوليات الزواج في ظل نسب طلاق متزايدة وتجارب سلبية يرونها في محيطهم. فيرون الزواج كمغامرة غير مضمونة العواقب، قد تنتهي بأعباء نفسية ومادية أكثر مما يحتملون.

ثالثًا: تغير مفاهيم النجاح والسعادة

في ظل عالم متغير وسريع، باتت مفاهيم النجاح والإنجاز ترتبط بتحقيق الذات، والسفر، والاستقلالية، وبناء الحياة المهنية. الزواج لم يعد أولوية كما كان في السابق، بل قد يُنظر إليه على أنه قيد يعيق الطموح أو الحد من الحرية الشخصية.

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات
صورة ارشيفية

رابعًا: فقدان الثقة بين الجنسين

تزايدت فجوة الثقة بين الشباب والفتيات نتيجة الصور النمطية السلبية، وانتشار قصص الخيانة والفشل، ومبالغة البعض في التوقعات المادية أو الاجتماعية من الطرف الآخر. فاختار البعض تجنّب الدخول في علاقة رسمية، بدلاً من المجازفة.

خامسًا: تأثير مواقع التواصل الاجتماعي

ساهمت وسائل التواصل في تعزيز ثقافة الفردانية وتقديم نماذج لنجاحات شخصية بدون زواج. بل أصبح بعض المؤثرين يروجون لرفض الزواج كقوة واستقلال، مما شجّع بعض الشباب على تبني هذا التوجه كاختيار “عصري”.

هل هو موقف دائم أم مرحلة مؤقتة؟

رغم ارتفاع أصوات الرافضين، إلا أن الارتباط يظل حاجة إنسانية فطرية. وربما ما يحتاجه الشباب ليس رفض الزواج بحد ذاته، بل رفض الصورة التقليدية التي يُفرض بها، دون مرونة أو فهم للتغيرات الحياتية. فالحل ليس في نبذ الزواج، بل في إعادة تعريفه بما يناسب الجيل الجديد من حيث التفاهم، والبساطة، وتقاسم المسؤولية.

لا للزواج.. لماذا يرفض الشباب الارتباط في زمن الأزمات
صورة ارشيفية

في النهاية، “لا للزواج” شعار يحمل في طياته رسائل يجب أن تُفهم لا تُدان. إنه جرس إنذار لمجتمع بحاجة إلى تطوير ثقافة الزواج، ومؤسساته، ومعاييره، حتى لا يتحول الرفض إلى عزوف دائم، ويصبح تفكك الأسرة واقعًا لا يمكن إصلاحه.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى