مختصون عن زواج “بارت تايم” : لن يفيد في تقليل معدلات الطلاق
كتب: أحمد الدخاخني
أثارت مبادرة ” زواج بارت تايم” جدلاً واسعاً بين الناس عبر وسائل التواصل الإجتماعي, والتي تقوم على الزواج من امرأة ثانية بشرط أن تتنازل الزوجة عن حقها في السكن أو المبيت الدائم, ويقوم الزوج برؤيتها مدة قصيرة يوماً في الأسبوع وذلك بإتفاق بين الطرفين, ويقول صاحب المبادرة أن هذه الفكرة موجودة في بعض المنازل, وهناك مبادرات أخرى تشبه ” زواج بارت تايم ” مثل مبادرة ” سلفيني زوجك” وهي أن تطلب فيها المرأة المطلقة من صديقتها المتزوجة الزواج من زوجها ثم توافق الزوجة على طلب صديقتها المطلقة حباً لها, شرط التنازل عن المبيت الدائم, وتهدف تلك المبادرات إلى حل المشاكل الزوجية وتحسين صورة المطلقة في نظر المجتمع.
في هذا الصدد قال الدكتور أحمد علام, استشاري العلاقات الأسرية, إن هذه المبادرة أثارت جدلاً على وسائل التواصل الإجتماعي وذلك لأن الكلام عن الزواج فترة من الوقت غير مقبول, وإذا تم الطلاق فلا يتحمل الزوجان أي أعباء هذا الطلاق, رغم أنه من الطبيعي أن الزوجة إذا طالبت بالطلاق من زوجها فإن الزوج لا يتحمل مستحقات الطلاق, وإذا طلق الزوج زوجته فإنه يعطيها حقها.
وأوضح الدكتور علام أن المبادرة ماهو إلا إثارة لأمر ما وبروباجندا عبر السوشيال ميديا ولن يفيد في تقليل معدلات الطلاق وليس لها تأثير, ولم يجد أحداً أنه أقبل على مثل هذا الأمر غير أن صاحب المبادرة طبق هذه الفكرة على نفسه في زواجه, مشيراً إلى أن هناك أمور أخرى تساعد على تقليل معدلات الطلاق يقترحها الآخرون قد تكون أكثر إفادة عن مثل هذه الأفكار, والظروف الإقتصادية وكثرة وجود ظاهرة الطلاق أدت إلى هذا النوع من الزواج وهي أن الزوجة تعطي لصديقتها المطلقة زوجها, فإذا هذا الزواج لا يخالف من الناحية الشرعية فلا مانع.
من ناحية أخرى قال الشيخ أشرف عبد الجواد, من علماء وزارة الأوقاف, إن الزواج آية من آيات الله سبحانه وتعالى وسنة من سننه الكونية وبه عمارة الكون من أن خلق الله الخلق حتى يرث الله الأرض ومن عليها, والزواج قائم على السكن والطمأنينة.
وأوضح الشيخ أشرف أن لابد أن الزواج فيه نية ” التأبيد” بمعنى على طول المدة إلى حلول أقرب الأجلين وهما ” الطلاق أو الوفاة “, والزواج يصبح باطلاً إذا حُدد بمدة معينة وتحويله من الزواج الشرعي على منهج النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى زواج المتعة الذي حرمه النبي بعد فتح مكة, رغم أنه كان مباحاً في بادئ الأمر بسبب الغزوات, ولكن عندما استقر بعد الفتح تم تحريم زواج المتعة.
وأكد أن ما يفعله صاحب المبادرة مخالف لشرع الله وسنُة النبي عليه الصلاة والسلام, كما أثار من قبل جدلاً واسعاً حول زواج التجربة, وعليه أن يخصص نفسه في مجاله في دراسة القانون الوضعي لا علاقة له بالشريعة الإسلامية, حيث إن الله سبحانه وتعالى قال وكررها مرتين في القرآن العظيم ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” , فلما نتجرأ على الدين ولا يستطيع أحد منا أن يتجرأ على تخصص من التخصصات الأخرى مثل التجرأ على طبيب أو محامِ أو صيدلي أو مهندس لكن على شرع الله!, مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها, وحد حدوداً فلا تعتدوها, وحرٌم أشياء فلا تنتهكوها, وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها”, مطالباً بإحترام شرع الله وعدم التحايل على الدين مثلما فعل أصحاب السبت عندما حرم الله عليهم الصيد في يوم السبت, والوقوف عند النصوص الواردة من كتاب الله ومن سنُة النبي والرجوع إلى آراء العلماء والمرجعية الأولى وهي الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.