وداعا ريان … جاء ليذكركم أنكم أمة واحدة
بقلم الدكتور/ أحمد شندي
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة حسابات المشاهير ورؤساء دول، إلى سرداق عزاء كبير، وذلك عقب وفاة الطفل المغربي ريان، بعد خروجه من البئر الذي ظل حبيسه لمدة خمسة أيام متواصلة وذلك منذ إعلان سقوط “ريان” في بئر نواحي شفشاون حتى توفاه الله بعد استخراجه ، تمكن الطفل ريان، في لحظة اعتراف جماعي، من توحيد صفوف المغاربة، ومعهم شعوب العالم العربي، والغربي، حول معنى التضامن، والتآزر، والتلاحم.
لحظات ترقب دامت ساعات طويلة، رافقها سيل فيّاض من الدعاء، والترجي، أملا في الوصول إلى ريان، وإنقاذه حيا يرزق، وكل من حضر إلى مكان البئر، أو ظل يتابع من بيته، ربط ليله بنهاره، ولسان حاله يردد ” من أجل ريان… نزحزح الجبل”.
مأساة الطفل الراحل ريان، التي استنفرت العالم، وحبست أنفاس الملايين، أحيت قيما إنسانية تلاشت، وتآكلت، وطالها النسيان؛ أحيت قيمة التآزر، والتعاون، والالتفاف حول مآسي الآخرين
وهنا اطالب بتكوين سريع لحملة عربية دولية للتضامن مع الأطفال العرب بجميع الدول خاصة الدول التى بها تعذيب واضطهاد للأطفال وذلك لإلقاء الضوء عليهم لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها عدد كبير من الأطفال العرب بعده دول منها بفلسطين المحتلة وسوريا وغيرها من الدول ووقف كل الانتهاكات الجسدية وتجارة البشر وتجارة الاعضاء.
نريد أن نستغل واقعة “ريان” استغلال لصالح البشرية.
حادثة ريان ليست الأولى من نوعها، فقد سقط طفل عمره عام ونصف العام فى بئر فى العراق عمقها خمسون مترًا، وتم إنقاذه، وكانت هناك واقعة مماثلة فى ايطاليا، وفى حينه توجه الرئيس الإيطالى إلى موقع الحادثة، وظل واقفًا ١٥ ساعة حتى تم إنقاذ الطفل، كما شهدت الصين والهند وقائع مماثلة. أثار ريان المغرب كل ذلك التعاطف، لأن الناس كانوا يتابعون معه ليس انتشال ريان فحسب، بل انتشال طفولتهم هم أيضًا من تحت الأتربة، الطفولة العزيزة التى لا يسأل أحد عن ديانتها، أو معتقداتها، أو ثروتها، الطفولة التى أصبح اسمها فجأة «ريان»، والتى كانت وما زالت حدثًا لا يتكرر فى حياة كل منا، رأينا على ضوئه ذات يوم العالم والحياة بمنطق الإنسانية البسيطة البريئة التى لم تعرف بعد الحروب والكذب والطغيان
وداعا يا صغيري
صدقا لقد استطعت رغم صِغر حجمك أن يجتمع العالم على حلم واحد وهو نجاتك، ولكن لم يمهلك القدر لكي ترى فرحته بك وكأن الله عزوجل لم يرد لك أن تعش فرحة مزيفة خالية من الإخلاص!!
نعم ستكون فرحة خالية من أي حقيقة كلها شو ومنظرة والا فليذهب العالم ليرى ما يحدث لأشقاء ريان في سوريا وفلسطين وغيرهم في بلاد العالم كله وليجتمع مرة ثانية على نجاة أشقاء ريان في ربوع المعمورة!!
وهكذا ينطبق الوضع على حالة الحزن الزائف الذي يعيشه العالم الان لوفاة ريان وإلا فأين الحزن على أطفال سوريا وفلسطين وغيرهم ممن شردوا بسبب قيادات العالم الحزينة الآن على ريان؟؟
أين الحزن على أطفال العروبة والإسلام الذين قتلت برائتهم وطفولتهم؟
أعتقد أن ريان لو قُدر له البقاء لنادى بأعلى صوته أنقذوا أشقائي في كل دول العالم.. أنقذوا أشقائي في المستشفيات.. أنقذوا أشقائي المشردين.. إنها رسالة ريان الغائب عنا بجسده والحاضر معنا بروحه..
“اللهُم اجعله طيراً من طيور الجنة شفيعاً لوالديه ولا حول ولا قوة إلا بالله.. من باطن الأرض إلى عنان السماء اللهم أجعله طيراً من طيور الجنة.. طير من طيور الجنة…اللهم انزل على والديه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.. من ظُلمة البئر إلى نور الجنة بإذن الله.. وحّد الإنسانية وذهب .. من ضيق البئر الى رحمة الله الواسعة.. اللهم اجعله طير من طيور الجنة وشفيعًا لوالديه يارب العالمين.. اللهم ارحمه وعوّض طفولته في جنان لا تفنى ربّي كما أخذته طاهراً صغيراً اجعله طير من طيور الجنه وشفيعا لوالديه امسح على قلب والديه برحمتك”.
ويبقى السؤال:
هل يتحرك أحد لإنقاذ أشقاء ريان؟؟