(( وَكِيع)) التربية والتعليم .. ومهرجانات أباطرة السناتر

كتب/ شريف محمد
الإمام الشافعي من خير مَن قَدِموا مصر؛ و أحد أصحاب المَذاهبِ الإسلامية الأربعة، وصاحب أشعار تبعث الراحة في النفس. وكذلك صاحب تجارب في التربية والتعليم.
..فيَحكِي أنه شكى ذات مرةٍ لمُعلِّمِهِ ( وَكِيع بن الجَرَّاح) عن تراجع قدراته على الحفظ والفهم، فأوصاه بوصيةٍ صاغها الشافعي في بيتين من الشعر..
* شَكوتُ إلى ( وَكِيعٍ)سُوءَ حفظي..
..فأوصاني بتركِ المعاصي
*وأخبرَني بأنّ العِلمَ نورٌ.. ونورُ الله لا يُهدى لعاصي.
..فأينَ نحنُ اليوم من هذهِ النصيحة؟؟!! وقد تغافل بعض المعلمين ذوي الصيت والشُهرة عن ألفاظ الطلاب، وحركاتهم، وإيماءاتِهم، حتى لا يتركوهم لغيرهم.
بل زاد الطين بِلَّة مشاركتهم في بعضها، بأن يَصدر اللفظ من المُعلّم القدوة، فيستخدم تلك الألفاظ المشككة في رُجولة الفتى، أو عُذرية الفتاة؛ وأمام غَفلة مَحبة الطلاب له ، وسَطوة دَعايته وأنه المُبدع العالِم ببواطن الامتحانات، تخضع الرؤس، وتنغرس كرامة الطالب في الوَحل، ومِن قَبلِها كرامة المعلِّم، وهيبته، ومكانته ، ينغرس كل هذا في وَحل ( الجاهلية)، التي مُقابلها الثقافة والفهم.
المُعلِّم في بلدنا له الكثير من الحقوق المسلوبة، والتقديرات الضائعة؛ لكن كلّ ما سبق وأكثر ليس مبرراً لأن يهوى كما هوى طلابه في وحل (ثقافة المهرجانات) .
ونحن هنا لا نتعرّض لأولئك الذين قهروا الطلاب على الدروس الخاصة بالإجبار، ولا رِفاقهم من الضِعاف في علومهم ومعلوماتهم، والذين أسقطت المناهج الجديدة الستار عن عجزهم.
..فكل أولئك لا أثر ولا تأثير لهم على المقهورين من الطلاب أمامهم.
..ولكن الحديث والتنبيه لأصحاب القبول، ذائعي الصيت . كيف يعرض أحدهم لقصة في مقرر ٍ ما ، لها أبعادها الاجتماعية والأدبية على أنها قصة حب فاشلة؟؟!!، و ثانٍ يُهنّئ إحدى طالباته رغم تواضع مجموعها؟!!!، وثالث يتراقص ويتمايل على أنغام مُخلّة عند دخوله لقاعة العلم، التي لها قدسية كقاعات العبادة، ورابع يعمد للفتيات في فورات البلوغ بالتلميحات غير اللائقة.
….وياليتهم يسمعون من السواد الأعظم من السادة أولياء الأمور كيف يتحدثون عن معلميهم السابقين( ..لا ..لا.. أستاذ فلان..ده كان راجل محترم..)
الأمر جد خطير، إنها موجة مهرجانات تعليمية ستبتلع الأخضر واليابس من أخلاق جيل بل أجيال بالفعل تتداعى أخلاقه.
..وللأسف هو أمر لا تستطيع الدولة تغييره، فأمام السناتر المُقننة، والمدارس ( المُسنترة- أي مثل السنتر)، والضرائب المسددة، و وسائل التواصل الاجتماعي المُسيطرة ، ليس لنا إلا أن نقاطع نحن هؤلاء المعلمين التتاريين ، وذلك التزاماً بنصيحة ( وَكِيع بن الجَرّاح) للإمام الشافعي
((( تَركُ المَعاصي))).