العارف بالله طلعت يكتب: كيف تختار الفتاة فتى أحلامها ؟
لم يعد فارس الأحلام الذي تتمناه أغلب فتيات اليوم هو العريس الجاهز ماديا والذي يمتلك منزل وسيارة ورصيدا في البنك .. وإنما أصبحت الفتاة ترغب فى الارتباط بالرجل المتدين الملتزم بتعاليم الدين والذي يتقى الله فى معاملته لزوجته وهذه ظاهرة طيبة تدل على الوعي الديني لدى فتياتنا . وإن الزواج مسؤولية جسيمة تقوم على أكتافها علاقات إنسانية وأسرية وللزواج تبعات وتداعيات والتزامات أخلاقية ومالية وغالبا ما تكون شخصية الزوج وقدرته على تحمل المسؤولية هي الدافع الرئيسي لنجاح العلاقة الزوجية فالمرأة تحب الرجل الذي يتولى زمام الأمور قادر على القول والفعل ذا رأي بين الناس فتنقاد بقيادته و تأتمر بأمره . وشخصية الرجل القيادية تجعله متفردا وتجعله منه إنسانا واثقا من نفسه واثقا من حسن اختياره لزوجته واثقا من قدرته على تصريف الأمور والحكم الصحيح على مجريات الحياة الزوجية بصفة خاصة وعلى مجريات الحياة العامة حوله بصفة عامة .والزوج يجب أن يكون مصدر الأمان للزوجة وأن يعرف تعاليم دينه ويتحلى بالأخلاق الحميدة والطيبة والسمعة الحسنة . وأن الزواج لقاء صادق بين الرجل والمرأة من أجل تكوين علاقة شريفة تقوم على الطهر والعفاف . وقد أعطى الإسلام للمرأة الحق فى اختيار الزوج الصالح .ولا مانع من أن تطلب الفتاة الفتى وترى فيه فتى أحلامها فإذا رأت الفتاة أن أمامها شابا أو رجلا تتوافر فيه صفات الخير ويتحلى بالأخلاق الحميدة فلا مانع من أن تبدى رغبتها فيه إما بمشافهته شخصيا فى إطار من العفة والأدب وإما بواسطة أبيها أو ولى أمرها وهذا أمر لا يمانعه الشرع بدليل أن القرآن الكريم قد ذكر مشهدا نستنبط منه ذلك وهو دعوة ابنه شعيب لأبيها أن يستأجر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لما توسمه فيه من شجاعة وحكمة فاستنبط الأب من كلام ابنته رغبتها فى الزواج منه وعلى هذا طلبه زوجا لابنته .. يقول الحق تعالى 🙁 قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين قال أنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) .ثم يضاف إلى ذلك ما ذكره البخاري فى صحيحه عن المرأة التي عرضت نفسها على الرسول صلى الله عليه وسلم وأبدت رغبتها فى الزواج منه .. إلا أنه لم يرغب فى زواجها . فزوجها لأحد صحابته ..فعلى هذا يجوز للفتاة الصالحة الراغبة فى الزواج من رجل صالح أن تختاره زوجا له .وهناك نسبة من الفتيات اللاتي يعتبرن أن شريك الحياة لابد وأن يكون ميسورا ماديا حتى يستطيع أن يقدم لها كل ما تتمناه ولكن بالرغم من ذلك فإن هناك فتيات أخريات كثيرات يرفضن هذه الحياة ويتمنين أن يكون شريك حياتهن رجلا على خلق ودين ومحبا لأهله و مطيعا لربه . وأرجو أن تجد كل فتاة رجلا فاضلا يحافظ عليها وعلى بيته وأولاده حتى نستطيع بناء أسرة سعيدة محبة ومتعاونة . وحرص فتاة اليوم على اختيار شريك الحياة ذي الدين والخلق يرجع إلى المنهج التربوي والديني الذي تميزت به الأسرة في تربية أبنائها . حيث أن الأسرة اليوم تعطى جرعات من التثقيف اللازمة للفتاة خلال عملية التربية .وأن الثقافة المكتسبة تلعب دورا مهما فى إثراء الوعي الديني لدى الفتاة .