مقالات

حمدي رزق يكتب .. حاسبوا قبل أن تتبرعوا ج ٢

حمدي رزق يكتب .. حاسبوا قبل أن تتبرعوا ج ٢

حمدي رزق يكتب .. حاسبوا قبل أن تتبرعوا ج ٢
حمدي رزق

إلحاقًا بمقالنا «حاسبوا قبل أن تتبرعوا»، نضرب مثلًا: لماذا لا يعلن «بيت الزكاة والصدقات المصرى» تحت إشراف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كشف حساب سنويا لجمهرة المتبرعين، يضرب مثلًا في الشفافية والإفصاح، ويعلن حصيلة الصدقات والزكوات وأوجه إنفاقها ومصارفها الشرعية؟.
أولى بالإمام الأكبر أن يستن سُنة حميدة في العمل الأهلى المجتمعى، وهو أهل لهذا، ثقة في فضيلته، وشفافية الصندوق، والحوكمة في أوجه الصرف في المصارف الشرعية.

وبالمثل، فليضرب الدكتور «مجدى يعقوب»، قديس العمل الخيرى، حسابات التبرعات بمستشفاه «مؤسسة مجدى يعقوب للقلب»، وشعارها «اتبرع من القلب للقلب».
جميل التبرع من القلب، خطاب عاطفى، والأجمل التبرع بالعقل، خطاب العقل، خاطبوا عقولنا بأرقامكم، كم جمعتم طيلة سنوات سبقت، وكم أنفقتم، وعَلامَ؟!
ليس تشكيكا في الذمم والعياذ بالله، ولكن لتوكيد الرسالة الخيرية في المجتمع، والإمام والقديس أهل لهذا الخطاب العقلانى، وقبلها أهل للثقة، مثلهما مثل المقدرين المؤتمنين على زكوات وصدقات وهبات القادرين، كثيرة هي النماذج الطيبة في هذا السياق الخيرى.

الشفافية والإفصاح لا ينقض وضوء هذه الجمعيات جميعًا، هل تقدم الجمعيات كشف حساب قبيل الشهر الكريم، هل تضم نفرا من المتبرعين إلى حضور جمعياتها العمومية؟.. رقباء على هذا المال الطيب.
أليس من حقنا (جمهرة المتبرعين) أن نعرف كم وصل إلى هذه الجمعيات في شهر الخير الماضى مثلا، وأوجه الإنفاق، وفيم أنفقتها، وكم أنفقت على الإعلانات، وكم الحصيلة المتحققة؟!.

جائزة المتبرع أن يرى ثمرة تبرعه أرقاما موثقة، مهم أن يعرف كل من تبرع بجنيه إلى أين يذهب، وعليه سيضاعف من تبرعه وهو يرى ثمرة تبرعه عيانًا.. مستشفى، مدرسة، مشروع، البلد في حاجة إلى الإسهام الأهلى الطوعى، وهذا يستلزم ثقة وإفصاحًا.
يا رجال الخير، هذه ليست حسنة مخفية، ولكنها تبرع علنى كريم يتطلب تصرفًا كريمًا وشفافية في إعلان الميزانيات والإيرادات والنفقات.

أليس من حقنا أن نعرف أين تذهب هذه الملايين، ومن يقوم على صرفها، العاملون عليها، ومن يراقب أوجه الصرف، وهل تنفق في مصارفها الشرعية؟

بَلَى ولكن ليطمئن قلبى، هناك جمعيات معتبرة، على رأسها رجال لا يشك في أمانتهم، كل منهم يؤتمن على الذهب، وتبرعوا بجهودهم وعلومهم في سبيل الخير، ولكن هناك لدى البعض شكوكا لا ترقى أبدًا إلى اتهامات، وتثور من حول البعض علامات استفهام، وتتداول حول نشاطاته الأقاويل المرسلة؟!.
مَن يحسم هذا الجدل؟.. حَسْم هذا الجدل يجذب مزيدًا من التبرعات، واستمراره دون تثبُّت يورث البعض شكوكًا، ربما ليست في محلها.

لافت الحملات المخططة جيدًا لتحريك نوازع الخير في النفوس الطيبة في الشهر المبارك، ولكن عائدها غير معلوم وغير معلن، سيل الإعلانات وما تتكلفه إذاعتها على الفضائيات في أوقات الذروة وإذاعة المسلسلات أيضًا يقلق.. إذا كان هذا حجم الإنفاق على الإعلانات، فكم يكون العائد، ما هي جهة التحقق والتثبت والإفصاح، لماذا يكتنف هذا العمل الخيرى كل هذا الغموض وكأنه سر حربى؟!.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى