التحليل العاطفي لظاهرة ” شوجر دادي ”
بقلم : حمدى رزق
فيلم ” شوجر دادى ” بطولة ليلى علوى وبيومى فؤاد يحقق إيرادات طيبة ( 7 ملايين جنيه خلال 5 أسابيع عرض قبل عيد الأضحي )، تدوأحداث الفيلم في إطار كوميدي حول رجل يمر بأزمة منتصف العمر، وتقوده مراهقته المتأخرة إلى إقامة علاقة سرية مع راقصة، لتنقلب حياته وحياة أسرته رأساً على عقب.
شوجر دادى Sugar daddy تعريفًا، الرجل كبير السن (فوق ٥٠ سنة) الذى ينفق الأموال ببذخ على حبيبة أصغر منه بكثير، بأكثر من ٢٠ سنة، وغالبًا ما يكون رجلًا ثريًا، وعادةً تكون حبيبته (وصفًا مخففًا جميلة)!
غربيًا يسمونه «شوجر دادى»، وبالعربى «الأب الحلو، المعسل، الحبوب، اللذيذ»، وتصَدَّر «شوجر دادى» الترند، بعد إطلاق أغنية «أبو أحمد خدنى الكوافير» للشابة «صولا عمر»، ومن كلماتها اللطيفة:
أَبُو أَحْمد خدنى الكوافير
أَبُو أَحْمد دَفَّعْته كتير
أَبُو أَحْمد عيّنلى شوفير
أَبُو أَحْمد شقّته عالنيل
أبو أحمد اكتبلى الشقة
أبو أحمد إوعى تقول لأه..
وهكذا دواليك، دلع يعقبه ندم، يدفع دم قلبه لنيل الرضا، دادى أبو أحمد (والدلع مستر شوجر)، نموذج متكرر، نزوع بيض الرؤوس فى سنوات العقد الأخير من العمر المديد إلى حب متأخر يغير طعم الحياة. يصفها البعض بالمراهقة المتأخرة، وترتبط بإعادة تقييم ماضى الفرد وتعديل بنية حياته العاطفية، خلاف بنيته الأساسية التى أصابها الرشح اللاإرادى.
فى الأخير، هى محاولة عبثية يعقبها الندم، للتمسّك بالوهم، وترتبط عادة بخيبة الأمل اللى راكبها جمل، كان نفسه يشرب ليمون مثلج فى الركن البعيد الهادى خاصة الفنانة اللطيفة ” أنغام ” فى شهر يناير قبل ما الشهور ما تبقى شبه بعضها.
بعيد عن السامعين، بعض الرجال يعانى حرمانًا نفسانيًا مزمنًا، ولديهم خبرة عريضة فى التعرض لخسارات حياتية لا يمكن تعويضها، يحاولون، لكنهم مقامرون، والمقامر لا يكسب أبدًا، يقولك ما باليد حيلة، وعلى طريقة ” أبو العلاء المعري” يقول :
“مشيناها خطى كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطى مشاها ومن كانت منيته بأرض .. فليس يموت في أرض سواها !” ، هكذا .. خطوة خطوة نحو دخول مرحلة شوجر دادى، أقصد أبو أحمد!
شوجر دادى اختصار «البوى فريند» الثرى أو الصديق الغنى، وظهر فى الأدبيات الغربية على خجل لأول مرة سنة 1917 كمصطلح حول العلاقة بين المرأة الصغيورة العصفورة، والرجل الصقر أبو شنبات وساعة ذهب بدلّاية، لا يوجد بينهما أى مشاعر دافقة من الحب، إنما المصلحة والمال فقط ، على طريقة «بطلوا ده واسمعوا ده/ ياما لسة نشوف وياما/ الغراب يا وأعة سودة/ جوِّزوه أحلى يمامة»!
الشوجر دادى رقميًا سنه غالبًا تكون 48 سنة وأكثر، ويبلغ متوسط راتبه الشهرى 167 ألف جنيه استرلينى وأكثر، ويختلف عن «الشوجر بيبى» sugar baby الكتكوت الذى يتلقى المزايا المالية والمادية مقابل الشركة والحب، ولو امرأة ثرية ستصبح «شوجر مامى»، معلوم شوجر عن شوجر يفرق.
” أبو أحمد خدنى الكوافير» تلقي استحسانًا على تطبيق «تيك توك»، دخلت ضمن قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على موقع «يوتيوب»!
أغنية ساخرة تلمس كلماتها وجع «الشوجر دادى» بشكل تدليلى بين الطبطبة والدلع والسحب ع المكشوف، الطريف أن المطربة «صولا» ترفض السقوط فى طبق العسل «الشوجر دادى» تقطع: «أرفضها فى حياتى باستثناء أبى».. حتى صولا رافضة، يا عسلك يا أبو أحمد، عامل فيها نحلة.. طيب راجع بحث فوائد لسع النحل!
