حرب الأفكار والعالم المتفسخ .. بقلم: حماده عبد الجليل خشبه
ما من يوم يمر علينا ونحن نتصفح موقعا إخباريا أو جريدة إلكترونية ولكن نشعر دائما بأن قيام الساعة بعد ساعة ، ليس تشاؤما ولكن ما نراه من أحداث سيئة وظواهر لا يصدقها عاقل وأنها وليدة عقل بشري .
لذا من الطبيعي أن تكبر المخاوف، ويشعر الإنسان بضرورة أن يحمي نفسه، ومن يحبهم بطبيعة الحال، من الآفات التي تنخر كيانه، واستقراره، وتهدد حياته ومستقبله الا وهي القيم .
إن الحرب على القيم هي أشد الحروب خطورة ، وتقف الدول أمامها عاجزة، لأن ترسانة الأسلحة لا تُجدي، والخطط والاستراتيجيات لا تنفع. هكذا يصبح الجميع في مرمى قذائف مروعة، تقتل الإنسانية ، وتقضي علي سعادة الإنسان وأحلامه، فيسير على الأرض جسدا بلا روح .
أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، لا نريدها أن تكون جسدا بلا روح ، لابد أن نحرسها ونحمي براءتها من دعاوي الانحلال الأخلاقي التي نراها يوميا في الطرقات والمواصلات وعلي مواقع التواصل الاجتماعي ونسمع ونري علي مواقع الاخبار المختلفة .
كلا منا يسأل نفسة ،كيف نربي أبناءنا في عالم متقلب ومخيف سادت مساوأه علي محاسنة ،؟
كيف نضمن لهم تنشئة سوية، في عالم يتدخل فيه الجميع للتضييق على الأسرة، والحد من سلطتها التربوية؟ .
الأمر بحاجة إلى مراجعة فورية لبعض الأفكار و التمثلات التربوية التي لا تناسب الوضع الراهن. فما يهددنا اليوم ليس مجرد ظاهرة أو صيحة عابرة، بل هي منظومة متكاملة من القناعات و الأفكار وقواعد العيش التي تؤثر في صغارنا، وتحرضهم على التحرر من أي إلتزام.
غرس القيم بحاجة إلي تربية ملائمة ورعاية دائمه واستقرار أسري ونشأ ديني يرسم لك الطريق نحو النجاح و الفلاح، وتبين لك العوائق و المخاطر.
في واقعنا اليومي نعاين مشكلات أسرية عديدة، سببها إصرار الوالدين على أن يتبنى الطفل اختيارات لا يرضاها في التعلم، والعمل، واختيار شريك الحياة، وبناء مستقبله؛ مع ما يترتب عن ذلك من صراع داخلي، ومشكلات نفسية، وردود أفعال تنغص الحياة ، لقد سمعنا عن ما حدث لقتل الوالد لوالده ب سبعة طلقات نارية اثر مشادة كلاميه حدثت مع والدته ، هل يمكن بأي حال من الأحوال أن يقتل الرجل ابنه لمجرد مشادة كلامية مع والدته ، يعيش الاب جوال عمرة يعمل ويجتهد ويتعب ويشقي في حياته من أجل أبنائه وفجأة وبدون سابق انذار يؤدي به قتيلا .
حافظوا علي أبناءكم واهتموا بتغذية الروح فيهم كما نغذي الجسد. وإرواء القلب بمعاني الإيمان والمحبة، وغرس مبادئ سليمة حول علاقة أطفالنا بما حولهم ومن حولهم.
علاقتهم بالخالق سبحانه وتعالي ، تقوم على المحبة والاعتزاز، والسعي الدؤوب لنيل الرضى و علاقتهم بمن حولهم تقوم على المودة والسلم. وتقدير المسافة بينه وبين الآخر، ليكون التعامل مبنيا على احترام متبادل، وتبادل للأفكار لا للقيم أو القناعات.