الفرق بين الصحافة الصفراء والصحافة النظيفة والضمير المهني
بقلم: شريف مسعود
الصحافة الصفراء هي صحافة غير مهنية تهدف إلى إثارة الرأي العام لزيادة الإنتشار بين الجمهور وإشاعة الفضائح مستخدمة المبالغة أو الانحياز ولا يشغلها البحث عن الحقيقة مطلقاً، ما يشغلها هو البحث عن المال والإنتشار السريع فقط، وسميت بالصحافة الصفراء نظرا لطباعتها حينذاك علي أوراق صفراء لرخص ثمنها.
الكتابة والصحافة الجيدة، لا تكون فقط بمراعاة قواعد النحو والإملاء، وإنما كذلك بمراعاة الحقيقة، ونقل الواقع والمصداقية، والبعد تماماً عما يسمى بـ “الصحافة الصفراء “.
وهدف الصحافة الجيدة والنظيفة هو تحقيق المصداقية والبحث وراء الحقائق والوعى والثقافة لدى الجميع، وعدم التحيز لأحد وعدم النشر في أي مواضيع أو قضايا بدون البت فيها من قبل القضاء لما قد تتسبب فيه تلك الأفعال من قبل البعض من الصحفيين والإعلاميين من إثارة الفتن والتلويث والتشهير ضد شخصيات عامه من المجتمع وتعود بالأضرار النفسية والمجتمعيه علي الأشخاص الذين يتم التشهير بهم من قبل بعض الهواه واللاهثين وراء التريند والشهرة حتي وإن كان علي حساب تلويث سمعة الآخريين والتشهير بهم دون وجه حق والإعتماد علي الهراءات والكلام المرسل دون أي سندات قانونية من قبل بعض الجرائد الصفراء التي لا يعيها ولا يعنيها غير تحقيق نسب مشاهدات وتحقيق أرباح دون النظر إلي ما سوف يترتب عنه ما يقوموا بنشره علي مواقعهم أو صفحاتهم الأليكترونية.
وللأسف الشديد بعدما كانت مهنة الصحافة لا تعنى فقط جمع الأخبار بل كانت لها عدة مهام كبرى من بينها عملية الإتصال بين القارئ والصحفى وأطلاعنا الفورى بالأحداث، والقضايا التى تشغل العالم كله، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعى بين الناس، وتحسين مستوى ثقافتهم وانخراطهم فى الشأن العام، وخلق حالات من الوعى العام والشامل.
بل هناك صحفيون صنعوا تاريخاً ليس من وظيفتهم الخبرية فقط بل من كتابتهم التوعويه والتنويريه وثقافتهم ومدى قدرتهم على التعمق فى جمع المعلومه لدرجة أصبحوا مستشارين لرؤساء عظام أو عمودهم يؤدى إلى زلزال بل هناك كتابات صحفية أطاحت بحكومات كامله.
لكن للأسف الشديد مرة أخري وفي الفترة الأخيرة أنتشرت ظاهرة التريند وصحافة البوست وأمتلات الساحة بغير المهنيين لدرجة الفوضى بل أصبحت كلمة الصحافة تعنى الضجيج الإعلامى دون المضمون.
واليوم بات علينا أن نطرح عدة أسئلة مهمة جداً على أهل المهنة دون غيرهم هل لا توجد قضايا وأزمات مهمة تلهم الصحفيين والإعلاميين ليقوموا بأدوارهم المهنية دون اللهث وراء الشهرة والتريند حتي وإن كان علي حساب الغير.
لماذا تخلوا جميعا عن الوظيفة الأهم وهى وظيفة التنوير والثقافة ؟وتوقفوا عند جمع تقارير الأخبار والأحداث المتعلقة بالحياة اليومية،
وفى النهاية تبقى كلمة أخيرة
توارى الصحفيين الكبار عن دورهم وتركهم الساحة لإنصاف المثقفين والغير دارسين صدر لنا كارثة أكبر فى نوعية الأخبار نفسها التى نطالعها فقد توقف «السبق الصحفى والإنفراد»، ليأتى مبتزلاً مصاحبًا بأخبار ومعلومات عن طلاق وزواج وأنفصال المشاهير وقائع تلويث السمعه والتشهير بالشخصيات العامة والمحترمة وترتب عليه فراغ فكرى وثقافى وإجتماعى كامل.
وبالتالى تحولت الصحافة والصحفيون إلى آلات تبحث عن التوافه، وتلهث وراء أخبار وحياة النجوم الشخصية والشخصيات العامة، وهذا ما كانت تفعله الصحافة الصفراء قديماً ، فقد كانت تركز على القصص المثيرة وشائعات المشاهير والشخصيات العامة والنميمة والأخبار المبالغ فيها والفضائح والضجيج الإعلامى الفارغ والإبتزاز الصحفى وأختلاق العديد من القصص الإخبارية العارية من الصحة دون سندات قانونية أو ما يثبت صحة ما يتم نشره وتداوله .